حماية الأوطان: رضا الغرب أم الظهير الشعبي ؟!

حماية الأوطان: رضا الغرب أم الظهير الشعبي 

بقلم الكاتبة/ فوزية رشيد

 

درس مهم أعطاه الشعب البحريني للجميع، أنه وحده الذي يحفظ الوطن ووحده يشرعن النظام، طالما بقي ظهيراً قويا للجانبين ، وطالما تشابكت مصالح البقاء للطرفين ! أثبت ذلك بعد الأحداث المفتعله في الدوار 21 فبراير 2011 و3 مارس 2011 وأثبت ذلك في الإنتخابات الأخيرة 22 نوفمبر 2014م .

وهذالا يعني الإستهانه بدخول ” درع الجزيرة ” وأهمية ذلك في وقته، مثلما لا يعني التقليل من شأن كل التدابير التي اتخذتها القيادة والدولة، وقبل كل ذلك حفظه الله وحده للبحرين ، و ( لكن يعني أن بدون وجود الظهير الشعبي القوي في البداية وفي النهاية ، فإن مجريات السيناريو الذي حدث ، كان سيختلف كثيراً ) !

الكثير من الحكام العرب والأنظمة العربية ( وقعوا تحت وهم أن حماية أنظمتهم تأتي من التحالف مع الدول الغربية الكبرى وتأتي من بوابة الرضا الغربي ) ولكن الأحداث في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص، أثبتت أن الغرب يطيح بحلفائه، حين تكون أجندته تتطلب ذلك، وأجندته اليوم استراتيجية مستمرة وأثبتت الأحداث أن هذا الغرب وعلى رأسه أمريكا يقف عاجزاً أمام إرادة الشعوب إن هي التفت حول قادتها وحكامها، وأن هذه الشعوب وحدها تحمي بوعيها الوطني الأوطان وتحمي شرعية النظام حتى لو خرج عن تلك الإرادة الشعبية فئة مارست “الخيانة الوطنية” وعملت كأدوات للخارج، وتم دعمها بكل السبل والوسائل تدريبا وتمويلا وتلميعا اعلاميا ومسانده كبرى في كل الجوانب ولكن إذا كانت الإرادة الشعبية ( الغالبة ) هي من حفظ الوطن وحفظ نظامه، فإن أعتى المخططات تفشل ، حتى وإن قادتها أكبر الدول وأقواها وأخبثها !

في الإنتخابات الأخيرة وقفت أمريكا ودول الإتحاد الأوروبي التي كانت مساندة للحراك الطائفي الإنقلابي المتطرف مبهورة أمام الإرادة الشعبية البحرينية حين تداعى الشعب بكل مكوناته لإنجاح الإنتخابات ترشيحاً وتصويتا، مما دعاها رغما عنها إلى الإشادة بالتجربة الديمقراطية البحرينية وهكذا فعل الكثير من دول العالم وقد وضع الوعي الشعبي البحريني ونبراسه الوطني كل تلك الدول أمام مشهد الإرادة الشعبية، التي كشفت حجم المقاطعة الحقيقي، وكذب الإدعاءات التي عملوا على نشرها في طول الأرض وعرضها بأنهم يمثلون الغالبية الشعبية ، بل وضح الإقبال الشعبي زيف من أسموا أنفسهم بالمعارضة بأنهم مجرد قطاع طرق وعصابات تعرف كيف تحرق وتهدم ولكن أبدا لا تعرف كيف تبني وهذا بحد ذاته وضع الدول الغربية الداعمة لحراك هؤلاء في الزاوية الضيقة والحرجة بقدر ما وضعوا أنفسهم في ذات الزاوية ومن كشف هؤلاء هو الشعب البحريني بغالبيته الحقيقية !

ورغم فداحة السيناريو، للمخطط الكبير الذي قام على الاعتماد على الأدوات الداخلية بشعارات الإصلاح الزائفة فإن الوعي الوطني الشعبي تصدى لها وأفشل تلك المخططات إلى جانب وعي القيادة التي عملت بهدوء وروية وصبر وطول بال ومؤازره الأشقاء الخليجين، حيث تدور دائرة الوعي بينهم جميعاً حول حجم التهديد الوجودي الخطير ليس فقط للبحرين وحدها وإنما لكل دول الخليج العربي ولكامل المنطقة العربية وهذا جعل المعادلة متكاملة في مواجهة التحديات والمخاطر .

من هنا ندرك جيداً ونتمنى أن يستوعب القادة العرب الدروس الغالية الثمن التي دفعتها دول عربية كبيرة ومهمة بأن الرضا الغربي هي حالة زئبقية تتحول بالتدرج إلى مادة لاصقة لا تزول إلا بإزالة الأنظمة التي تريد وتعمل على إسقاطها وأن الشعوب وحدها والظهير الشعبي وحده هو من يحمي الأوطان ويحمي الأنظمة إن كانت تريد بقاءها وأن الدول الكبرى لا يعجزها شيء عن الاستمرار في اسقاط أي نظام ( إلا وجود ذلك الظهير الشعبي ) الذي معه تتساقط كل المخططات وبه تقوى تدابير القيادة في الحفاظ على الوطن وعلى النظام حتى لو ظهرت فئات تحريضية وإرهابية من ذات الشعب تمكنت من غسل أدمغة من يتبعها فإنه في النهاية ومع الإرادة الشعبية الغالبة يصمد الحق ويزهق الباطل حتى لو كان مدعوما من الدول الكبرى، والله وحده أكبر من كل شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *