الرئيس السابق للهيئة المركزية بتجمع الوحدة الوطنية

النظام الإيراني والتقية السياسية

النظام الإيراني والتقية السياسية

بقلم المهندس عبدالله الحويحي

رئيس الهيئة المركزية بتجمع الوحدة الوطنية

 

مازلت أذكر الحديث الذي جرى بيني وبين احد الاخوة العرب الشيعة البحرينيين ولسخرية القدر ونحن في زيارة رسمية الى ايران عام 2008 ان قال لي «إن الايرانيين لن ينسوا اننا نحن العرب قد اسقطنا النظام الكسروي الذي كان يحكم فارس على يد القائد العربي المسلم خالد بن الوليد وسعد بن ابي وقاص في معركة القادسية في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنهم اجمعين». وهذا ما يبين لك حالة الكراهية الشديدة لدى الايرانيين ضد هؤلاء القادة الثلاثة وطبعا اكثرهم الخليفة عمر بن الخطاب باعتباره القائد السياسي للدوله العربية الاسلامية في ذلك الوقت. اذكر ذلك الحديث والاحداث التي تمر في منطقتنا العربية منذ قدوم نظام الولي الفقيه الي ايران علي يد الامام الخميني.

منذ ذلك التاريخ 1979 وأمتنا العربية تتعرض لهجوم تلو الآخر. فالنظام الايرانى المصبوغ بالصبغة الفارسية الصفوية لن يهدأ له بال حتى يسقط أمة العرب كما اسقطوا حضارتهم الكسروية كما يعتقدون وهذا حلم ابليس في الجنة. فالعرب هم مادة الاسلام وحاملو رايته.. محفوظون بحفظ الله والقران الكريم، ولغتهم هي لغة القرآن فالله حافظهم به. هم يريدون اسلاما ذا صبغة فارسية كما اراد اسماعيل الصفوي. وبالتالي فان ما يحدث في منطقتنا العربية وان كنا مسؤولين -شعوبا وحكاما- عن جزء في ما يحصل لنا، ولنا في ذلك حديث اخر، ولكن منذ صعود الملالي الى سدة الحكم في ايران وهم يكيدون ويخططون لذلك اليوم الذي يعيدون الامبراطورية الفارسية. فهم من خلق ما يسمى بحزب الله في لبنان وزودوه بالمال والاسلحة والتدريب حتى اصبح دولة في وسط الدولة اللبنانية؛ وكانت الخطة في ان يتبنى ما اسماه بالمقاومة للكيان الصهيوني وقام في سبيل ذلك ببعض العمليات المصطنعة مع الكيان الصهيوني في سبيل كسب الرأي العام العربي لانهم يعرفون العواطف العربية مع كل من يقف مع قضيتنا المركزية في فلسطين.

كسب قائدهم حسن نصر الله تأثيرا شعبيا في الامة العربية الى درجة كانت ترفع صوره الى جانب الزعيم القومي جمال عبدالناصر. واشتغلت آلتهم الاعلامية لتضخيم انتصارات مفتعلة مع الكيان الصهيوني لاقناع الرأي العام العربي بذلك وللأسف هذه الاكاذيب انطلت على الشعب العربي ومثقفيه. ولكن تبين في اللحظة الاولى عندما تعرضت مصالح نظالم الولي الفقيه في سوريا للخطر، لعب ما يسمى بحزب الله الدور المرسوم له داخل سوريا في الانتقام من الثوار السوريين تحت دعاوى حماية المقدسات الشيعية أو حماية ظهر المقاومة. ولكن هذا الحزب صنع منذ عام 1980 ليقوم بهذا الدور الطائفي في سبيل حماية نظام الولي الفقيه الذي يتمدد على حساب الامة العربية وبالتالى فإن هذا الحزب هو مجرد ذراع ايران في المنطقة العربية. ونذكر هنا تصريح الجنرال بتريوس رئيس المخابرات المركزية الامريكية مؤخرا عندما قال ان ايران هي التي تشكل الخطر الاكبر في المنطقة الان وليس تنظيم الدولة الاسلامية كما يحاول البعض ان يظهر. لقد كان تشكيل حزب الله جزءا من التقية السياسية التي لعبتها ايران في منطقتنا العربية؛ كما كان حزب الدعوة والمليشيات التي صنعتها في العراق مثل التيار الصدري والان ما يسمى بالزحف الشعبي وقبله كان فيلق بدر وغيرها من منظمات عسكرية وشبه عسكرية تمدها ايران بالسلاح والمال والتدريب وما وجود سليمانى في العراق الا جزء من الجانب العلني في هذه الحرب التي تخوضها ايران ضد امتنا العربية. ان صراع ايران مع الكيان الصهيونى ليس سوى اكذوبة لكسب تأييد العرب لهم ونذكر هنا بفضيحة الاسلحة.

عندما استوردت ايران السلاح من الكيان الصهيونى فى حربها ضد العراق (1980-1988). وكذلك هو الحال في الخصومة المفتعلة بين الولايات المتحدة الامريكية وايران ففي الوقت الذي تسمي ايران امريكا بالشيطان الاكبر والتى هي جزء من الخداع والتقية السياسية نجد ان الرئيس السابق رافسنجانى يقول «لولا إيران ما استطاعت امريكا اسقاط نظام طالبان في افغانستان وصدام حسين في العراق» والذي يعتبر أكبر دليل على التعاون والتنسيق الايراني الامريكى في كافة القضايا. وما يحصل اليوم بخصوص الملف النووي الايراني إلا جزء آخر من هذه اللعبة الدولية التي يراد ان يكون العرب ضحاياها. وعلى الجانب الاخر فقد زرعت ايران الحوثيين في اليمن ليكونوا جزءا من المخطط الذي تلعبه في المنطقة في سبيل عمل كماشة على الجزيرة العربية.

العراق ولبنان في الشمال، واليمن في الجنوب وكانت البحرين جزءا من هذا المخطط الرهيب باستخدام واستغلال الشيعة في المنطقة. ان ما يحدث في اليمن هو جزء من التقية السياسية التي مارستها إيران في المنطقة العربية والان نشاهد حالة التمدد الحوثي في اليمن والذي يتم بدعم من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح انتقاما منه كما يبدو من دول مجلس التعاون التي ايدت ابعاده عن السلطة لمصلحة الشعب اليمني الذي ثار ضد حكمه الفاشل. ولقد طالبنا ومازلنا نطالب بضرورة العناية باليمن باعتباره الامتداد والعمق الاستراتيجي لمنطقة الخليج من خلال ضمه الى منظومة مجلس التعاون ولو بشكل تدريجي لما يشكله للمنطقة من عمق جغرافي وديموغرافي بشري لهذه الامة التى تتكالب عليها الامم كما تتكالب على قصعتها أو كما قال رسول الله عندما سأل «وهل نحن قلة» فقال (ص) بل كثرة ولكنكم غثاء كغثاء السيل، فهل سنعي الدرس ونعيد حساباتنا السياسية والقومية او نجد انفسنا تحت حكم بني فارس. مركز دراسات الخليج العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *