كلمة رئيس التجمع في الوقفة التضامنية لجمعيات المجتمع المدني البحرينية لنصرة سوريا 

  
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين …. وبعد
أصحاب الفضيلة العلماء والوجهاء ، أيها الأخوة الكرام ، أيتها الأخوات الكريمات
أحييكم بتحية الإسلام العظيمة فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجتمع اليوم لأمر عظيم وحادث جلل هو في حقيقته استمرارٌ لما يصيب أمة الإسلام ويعمّق جراحها الدامية خلال هذه السنين ، فبالأمس بغداد وقبلها فلسطين واليوم حلب وحمص وحماة وأرض الشام الباكية بظلم الطغاة والمعتدين.
اجتمعت كلمة الصهيونيين والصليبيين والطائفيين من نظام ولاية الفقيه الثيوقراطي الفارسي بأحزابه وعصاباته ومن الطوائف التي أَشربت قلوبَ أتباعها الحقدَ والبغضاء والغل والكراهية على أتباع التيار الأعظم للمسلمين المستمسكين بكتاب الله تعالى وسنة رسوله الخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهم أبناء حضارة الإسلام ومقدساته ، اجتمعت كلمتهم فهم يعيثون فساداً في بلاد المسلمين التي تقع تحت طائلة قوتهم ومخططاتهم ؛ يقتلون النساء والأطفال والرجال بل حتى الحيوان ، ويدُكّون العِمران ، ويقصفون المستشفيات بكل مايقع في أيديهم من أسلحة الدمار الممنوعة في القانون الدولي والإنساني الذي يَدّعون أنهم يَدعُون إليه ولكنهم يستخدمون أسلحة الدمار دون رادع في حروب تطهير دينية وعرقية : ﴿لا يَرقُبونَ في مُؤمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ المُعتَدونَ﴾.
من يردعهم من القوى البشرية وهم الذين يسيطرون على القرارات الأممية والمحاكم الدولية والمنظمات التي تُدعى زوراً وبهتانا حقوقية وإنسانية ، وهم الذين يحمون المجرمين الذين يرتكبون المجازر؟
أليسوا هم الذين وضعوا خطة الشرق الأوسط الجديد وشَرَّعوا الفوضى الخلاقة ، واقتسموا خطط التدمير متعاونين متآزرين ، كل فريق يتولى جزءً من هذا المخطط الذي يَدمي قلبَ كلِّ من في قلبه ذرةٌ من الإنسانية؟ ومع ذالك يدّعون أنهم يعملون على وقف إطلاق النار واستمراره؟ ﴿أَلا ساءَ ما يَزِرونَ﴾ ، ﴿أَلا ساءَ ما يَحكُمونَ﴾.
يا إخوتنا في حلب والشام والعراق واليمن وفي كل مكان يَشُن الصليبيون والصهيونيون والطائفيون حربهم عليكم، قدركم اليوم : ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ ۝ الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ ۝ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ﴾.  
وقدركم اليوم : ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتّى نَعلَمَ المُجاهِدينَ مِنكُم وَالصّابِرينَ وَنَبلُوَ أَخبارَكُم﴾.
وقدركم اليوم : ﴿قاتِلوهُم يُعَذِّبهُمُ اللَّهُ بِأَيديكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدورَ قَومٍ مُؤمِنينَ ۝ وَيُذهِب غَيظَ قُلوبِهِم﴾ ، ﴿وَقاتِلوهُم حَتّى لا تَكونَ فِتنَةٌ وَيَكونَ الدّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعمَلونَ بَصيرٌ ۝ وَإِن تَوَلَّوا فَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ مَولاكُم نِعمَ المَولى وَنِعمَ النَّصيرُ ۝﴾ .
وقدرنا اليوم : تحقيقُ قول الله تعالى : ﴿ وَأَنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ وَأَحسِنوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحسِنينَ﴾ وقوله سبحانه : ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا استَطَعتُم وَاسمَعوا وَأَطيعوا وَأَنفِقوا خَيرًا لِأَنفُسِكُم وَمَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ ۝ إِن تُقرِضُوا اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا يُضاعِفهُ لَكُم وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ شَكورٌ حَليمٌ ۝ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ العَزيزُ الحَكيمُ ﴾.
وقدر قادة التحالف الإسلامي اليوم : الوقوف صفاً واحداً أمام طغيان الدول التي جعلت لنفسها حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة بينما منهم الذين وضعوا خطة الشرق الأوسط الجديد ورسموا طريق الفوضى الخلاقة ، ومنهم الذين يشاركون في الحرب الدائرة على إخواننا في سوريا ، ومنهم الذين يساندون أنظمة التطهير الديني والعرقي ضد المسلمين ، ومنهم الذين يتكتمون على جرائم الصهيونيين في فلسطين منذ قيام الكيان الصهيوني ويساندونه بالمال والسلاح والسياسة.

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
د عبداللطيف آل محمود
رئيس تجمع الوحدة الوطنية
26 رجب الفرد 1437
3 مايو 2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *