ندوة تجمع الوحدة الوطنية : مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني

  

  

على خلفية زيارة الوفد الصهيوني الأمريكي للبحرين أقام تجمع الوحدة الوطنية ندوة بعنوان مقاومة التطبيع مع إسرائيل تحدث فيها كل من سعادة سفير دولة فلسطين الأستاذ طه محمد عبد القادر وممثل جمعية مقاومة التطبيع الأستاذ غسان سرحان وممثل جمعية مناصرة فلسطين الأستاذ هشام الساتر والباحث التأريخي عضو ائتلاف شباب الفاتح الأستاذ راشد الجاسم .

 

 وشهدت الندوة حضوراً نوعياً من أعضاء مجلسي النواب والشورى وممثلين لمختلف الأطياف السياسية والمجتمعية وقيادات جمعيات المجتمع المدني المختلفة .

 

 وقلل سفير دولة فلسطين في كلمته في الندوة من تأثير المحاولات المعزولة هنا وهناك لكسر المقاطعة العربية للكيان الصهيوني وإقامة أشكال مختلفة من التطبيع وقال نحن مطمئنون بان امتنا العربية والاسلامية مع القضية الفلسطينية قلبا وقالبا موضحاً أن مشكلة الكيان الصهيوني انه ظل يحاول خلق واقع تعايش بين الجلاد والضحية وبين الحمل والذئب ليكونوا سوياً لكنه فشل في ذلك وقال لقد  تفاجأ العدو الإسرائيلي في موجة الانتفاضة الاخيرة ان اكثر مدينة بها انتفاضة هي مدينة القدس برغم كل ما بذله خلال سنوات في عمليات الاستقطاب والتهويد للفلسطينيين في مدينة القدس والذين يبلغ عددهم هناك 350 ألف مواطن فلسطيني وأكد أن الشعب الفلسطيني وبعد كل شلالات الدماء التي سالت يعرف ماذا يريد ويعرف تماما ماذا يحدث في المنطقة وقال نحن نراهن على شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية وقال إن قرار مجلس الأمن الاخير اراد به الغرب وأراد الامريكان  ان يقولوا إنه لا مشكلة لنا مع العرب لكن الأمر ليس بهذا الشكل الذي يتم تداوله في الإعلام حول تطور الموقف الدولي من الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية  وجدد السفير الدعوة للعرب بزيارة الضفة الغربية وقال إن العدو الاسرائيلي لايعتبر زيارة الشعب الفلسطيني عبر الضفة الغربية تطبيعاً  بل التطبيع هو الدخول عبر تل أبيب وقال نحن نريدكم ان تزورا السجين وليس السجان وهناك لبس مقصود فنحن دولة تحت الاحتلال لكنها دولة بكل مؤسساتها وممثلة في جمعيات الامم المتحدة وتستطيع ان تقاضي المستوطن والغاصب وهذا الانجاز دفعنا فيه الدم  .

  

   
  
 من جانبه قال ممثل جمعية مقاومة التطبيع غسان سرحان في كلمته إن المشهد الذي نشهده اليوم من وقفة قوية للشعب البحريني في رفض توجهات التطبيع وتدنيس أرض البحرين بأقدام الصهاينة هو مشهد تأريخي لم نره من قبل  وقال لم نسمع موقفاً رسمياً من الدولة حول دخول  هذا الوفد الى البحرين مطالباً بمحاسبة من سمح بدخولهم  الى ارض بلادنا وقال غسان إن اغلاق مكتب مقاطعة الكيان الصهيوني تسبب في دخول وتسرب بعض بضائع الكيان الصهيوني الى اسواقنا وقد ظللنا نرصدها ونحتج عليه .

 

 وتحدث في الندوة ممثل جمعية مناصرة فلسطين هشام ساتر وقال لن يستطيع احد ان يكسر مقاومة التطبيع ومشروع اسرائيل فاشل ولانعول كثيراً على المواقف الرسمية  بل المواقف الشعبية وأضاف لاشك ان وجود مشاكل في دول الطوق ادى الى نقصان الدعم للقضية الفلسطينية وهذا شيء طبيعي لكننا لا نريد للقضية الفلسطينية أن تكون معزولة وأكد ساتر إنه على المستوى الرسمي العربي المعلن انه لا يوجد تطبيع باستثناء الدول التي لها علاقات رسمية وقال حتى الذين يطبعون بالسر ينكرون ما يفعلون .

 

الأستاذ عبد الله الحويحي مستشار رئيس تجمع الوحدة الوطنية أكد على قوة الرهان على الموقف الشعبي وعدم قدرة الكيان الصهيوني على كسر صخرة المقاومة والمقاطعة العربية له وقال لقد ظنوا اننا نسينا فلسطين لكننا شعب البحرين الأصيل لا ينسى فلسطين فهي القضية الأم ولن نضيع كل هذه السنوات من نضال الشعب الفلسطيني البطل .

 

 وقدم الأستاذ راشد الجاسم الباحث التأريخي وعضو ائتلاف شباب الفاتح عرضاً تاريخيا لمواقف الشعب البحريني التاريخية في مناصرة القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وامتدح الموقف الشعبي البحريني في رفض زيارة الوفد الصهيوني للبلاد وقال الجاسم نود تنبيه هذا الجيل بان الشعار الذي ردده الفلسطينين من رام للبحرين شعب واحد لاشعبين ليس استهلاكا فالبحرين هي العمق العربي والاسلامي .

 

وقدم ممثل الجمعية الاسلامية كلمة قال فيها :

يسعدني ممثلا عن الجمعية الإسلامية أن نشارك في هذه الفعالية التي يقيمها تجمع الوحدة الوطنيةبعنوان ( مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني ) تعبيرا عن بقاء وثبات موقف شعب البحرين المنسجممع موقف أمتنا الثابت تجاه أي شكل من أشكال التعامل مع الكيان الصهيوني الذي يحاول اختراقموقف شعب البحرين المندد والمقاطع للكيان الصهيوني من خلال علاقاتنا مع الدول الأخرى ، ونجددموقف الجمعية الإسلامية مع موقف شعب البحرين في رفض كل اشكال التعاون والتعامل والتطبيع معهذا الكيان الصهيوني المغتصب المجرم ، ولا تزيدنا محاولة الاختراق هذه إلا تجديدًا لجذوة المقاطعةوالرفض للكيان الصهيوني والتعامل معه.

اننا إذ نجدد ونؤكد رفضنا القاطع لزيارة وفد الكيان الصهيوني لمملكة البحرين نجدد في الوقت نفسهالتحية للشعب الفلسطيني البطل الذي قدم الأنفس والنفائس وبذل التضحيات من أجل كرامته وكرامةهذه الأمة .

  
   وشهدت الندوة  مداخلات عبر فيها الحضور عن قلقهم من توجهات التطبيع في الدول العربية وطالبوا باعادة فتح مكتب مقاطعة البضائع الاسرائيلية في البحرين كما عبروا عند رفضهم استضافة ممثلين للكيان الصهيوني في اجتماع الفيفا في البحرين وقال بعضهم  إذا كانت الدورات الرياضية مدخلا لاختراق موقف شعب البحرين فلا مرحبا بها .

  

  

  
 
 وفي ختام ندوة مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني قدم فضيلة الشيخ الدكتور عبد اللطيف ال محمود كلمة تجمع الوحدة الوطنية فيما يلي نصها :

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أرحب بالأخوة المتحدثين وبالحضور الكريم في هذه الندوة التي يقيمها تجمع الوحدة الوطنية بعنوان (مقاومة  التطبيع مع الكيان الصهيوني ) وذلك على خلفية زيارة وفد الكيان الصهيوني الى مملكة البحرين .

جاءت زيارة الوفد التجاري الصهيوني لمملكة البحرين حرسها الله من شر أعدائها بدعوى أنه وفد تجاري يهودي أمريكي ، لتنكشف حقيقته بأنه وفد صهيوني أصولي يحاول تحت ستار التجارة الأمريكية أن يسوّق للكيان الصهيوني المحتل فيقدم الشمعدان رمز الكيان الصهيوني لمضيفيه ويتغنون عند باب البحرين بإقامة دولتهم الباطلة وبقائها واستمرارها ويعتبرون أن مجرد السماح لهم بالحضور والدخول الى البحرين هي بداية للتطبيع و تمييع موقف المقاطعة لهذا الكيان المغتصب لتسارع القنوات الصهيونية الإسرائيلية ببث تلك الفعاليات في محاولات بائسة موجهة للشعب الفلسطيني الصامد والشعب العربي الأبي في الدول العربية بأن التطبيع قد تم بين الكيان الصهيوني وبين مملكة البحرين شعبا وحكومة وقيادة أو أن البحرين في طريقها للتطبيع .

ليس بيننا وبين الشعب الأمريكي عداوات ، لكن الإدارات الأمريكية منذ سبتمبر ٢٠٠١ وحتى الآن قد أعلنت عداوتها لأنظمة الدول العربية ولشعوبها فأعلنت مخطط الفوضى الخلاقة لتنفيذ الشرق الأوسط الجديد القائم على تقسيم الدول العربية على أسس قومية وعرقية ودينية وطائفية ومذهبية خدمة للكيان الصهيوني المحتل ، وهو ما رآه العالم بجلاء ووضوح يزداد يوما بعد يوم منذ الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق عام ٢٠٠٣ مروراً بما سمي بالربيع العربي ، وقد أصاب مملكة البحرين منه الفتنة التي بدأت في فبراير ٢٠١١ وشاركت فيها الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي أوباما المنتهية ولايته عما قريب بكل ثقلها ولكن موقف البحرين قيادة وحكومة وشعبا أفسد تلك الفتنة ، فهل جاء الوفد التجاري الأمريكي اليهودي ليعلن أنه إذا فشلت خطة الفتنة لعام ٢٠١١ في مملكة البحرين لخدمة مخطط الشرق الأوسط الجديد فإنه يأتي باسم التجار اليهود الأمريكيين لنصرة الكيان الصهيوني والإعلان عن مضيهم في مخططاتهم لنصرة الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين الغالية عند كل فلسطيني وعند كل عربي وعند كل من يشهد أن (لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) في أنحاء الأرض كلها وفي محاولات سلخ الدول العربية واحدة بعد واحدة من موقفها الرافض لتطبيع العلاقات بينها وبين الكيان الصهيوني المحتل !

نقول لكم بكل ثقة أن شعب البحرين لن يطبع العلاقات مع الكيان الصهيوني وسيستمر في المقاطعة له حتى يعود الحق إلى نصابه ويعود الفلسطينيون إلى أرضهم ووطنهم ، ولا نعلم أن القيادة السياسية لمملكة البحرين وحكومتها  وقيادته وحكومته قد تزحزحت عن الموقف الشعبي.

تعد مقاطعة الكيان الصهيوني هي الوجع الصامت الذي تواجهه وتعيشه دولة المحتل الصهيوني منذ سنوات لكنها تحاول دائما ان تخفي تاثيرات هذه المقاطعة عليها  وعلى اقتصادها .

فالمقاطعة العربية لدولة الكيان الصهيوني المحتل تكاد ان تكون من أنجح القرارات والخطوات التي تعاهدت عليها أمتنا العربية والاسلامية في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يحتل أكثر من 85% من أرض فلسطين التاريخية، غصبا ونهبا وقتلا وهدما وتشريدا للشعب العربي الفلسطيني .

ومن هذا المنطلق نعتبر أن تلك الزيارة التي قام بها وفد يمثل الصهيونية الدولية وكيانها المنبوذ والمرفوض لمملكة البحرين هي زيارة مستفزة لمشاعر الامة العربية والاسلامية ويجب أن تكون مرفوضة من الجميع وبشكل قطعي لا يحتمل المناقشة حوله أو الاستماع الى تلك المبررات الواهية التي حاول البعض أن يسوقها لإخراج هذا الموقف من سياقه الطبيعي بوصفه محاولة للتطبيع الصريح مع الكيان الصهيوني .

وهنا يجب أن يكون واضحا للجميع أن صراع أمتنا العربية والاسلامية مع الكيان الصهيوني ليس صراعا بين المسلمين واليهود أو بين الإسلام والديانة اليهودية فالإسلام ينظر إلى اليهود والنصارى باعتبارهم أهل كتاب سماوي ولهم أحكام خاصة في الإسلام دون غيرهم من الناس ، فإن الله تعالى قد وضع لنا مبدأ نتمسك به في حياتنا وهو قوله سبحانه وتعالى في قرآنه العظيم : ﴿لا يَنهاكُمُ الَّهُ  عَنِ الَّذينَ لَم يُقاتِلوكُم فِي الدّينِ وَلَم يُخرِجوكُم مِن دِيارِكُم أَن تَبَرّوهُم وَتُقسِطوا إِلَيهِم إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسِطينَ . إِنَّما يَنهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذينَ قاتَلوكُم فِي الدّينِ وَأَخرَجوكُم مِن دِيارِكُم وَظاهَروا عَلى إِخراجِكُم أَن تَوَلَّوهُم وَمَن يَتَوَلَّهُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾

إننا في تجمع الوحدة الوطنية نريد أن نجدد التأكيد على رفضنا التام لهذه الزيارة التي قام بها الوفد الصهيوني للبحرين مهما تكن الأسباب والمبررات لأن المقاطعة الشاملة للكيان الصهويني هي إحدى ثوابت هذه الأمة وتعني مقاطعة الدولة اليهودية أو الكيان الصهيوني المسمى كذبا وزورا دولة إسرائيل.

 

سنظل في تجمع الوحدة الوطنية نجدد تمسكنا بأولوية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية العربية الأولى والأهم ، ونؤكد دوما على دعمنا الكامل لقضية فلسطين وللشعب العربي الفلسطيني وحرص التجمع على التمسك بموقف المقاطعة العربية الشاملة للكيان الصهيوني .

حفظ الله بلادنا وامتنا العربية والاسلامية وفلسطين المحتلة من جميع أعداءهم الظاهرين والمستترين ،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *