أمام التحديات التي تواجهها مملكة البحرين هذه الأيام ومع تطوراتها المتسارعة وفي صرخة عاجلة تداعت شخصيات دينية وشخصيات عامة لبحث الوضع الراهن ، وخلال يوم واحد قرروا أن يكون لمن لا ينتمي إلى جمعيات أو مؤسسات أو كيانات رسمية أو غير رسمية بارزة أو غير بارزة تجمعا تحت اسم ( تجمع الوحدة الوطنية ) ولم يشمل هذا التلاقي كثيرين من جميع المناطق ، فنعتذر عن هذا القصور ولهم الحق في الانضمام إلى هذا التجمع بعد إعداد النظام له.

كلمة تجمع الوحدة الوطنية في مركز الفاتح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحابته وقرابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد

أيها المواطنون الأعزاء رجالا ونساء شبابا وشابات

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته وبعد

أمام التحديات التي تواجهها مملكة البحرين هذه الأيام ومع تطوراتها المتسارعة وفي صرخة عاجلة تداعت شخصيات دينية وشخصيات عامة لبحث الوضع الراهن ، وخلال يوم واحد قرروا أن يكون لمن لا ينتمي إلى جمعيات أو مؤسسات أو كيانات رسمية أو غير رسمية بارزة أو غير بارزة تجمعا تحت اسم (  تجمع الوحدة الوطنية ) ولم يشمل هذا التلاقي كثيرين من جميع المناطق ، فنعتذر عن هذا القصور ولهم الحق في الانضمام إلى هذا التجمع بعد إعداد النظام له.

اتفق الحاضرون بعد عمل استغرق اليوم كله على إصدار البيان الأول عن الأحداث الراهنة في البحرين وأعلن فيه :

أولا: نناشد جميع أهل البحرين أن لا يمكّنوا من يريد شرا بهذا الوطن للوصول إلى مآربه ومقاصده ، وندعوهم إلى التمسك بأمر الله للمؤمنين في قوله تعالى : ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا .”

ثانيا: نؤكد على تمسكنا بشرعية نظام الحكم القائم ، ونؤكد على أن البلد واستقراره أولوية قصوى لا يمكن المساومة عليها .

ثالثا: نعرب عن أسفنا وحزننا العميقين لأرواح المواطنين التي أزهقت ، ودمائهم التي سالت ، ونطالب بسرعة التحقيق مع المتسببين ومحاسبتهم .

رابعا : ندعوا الحكومة إلى إطلاق سراح جميع سجناء الرأي .

خامسا: إن المشروع الإصلاحي الذي بدأ قبل عشر سنوات كان بداية الانطلاق للتغيير للأفضل ، وهو لن يكون نهاية المطاف ، فالدعوة إلى الإصلاح والعمل له أمران يجب أن يستمرا .

سادسا: ندعوا جميع المواطنين وخاصة الشباب العمل على تهدئة الأوضاع والشروع في حوار وطني شامل لجميع القوى والأطياف الوطنية .

سابعا: إن أي مطلب وطني لا يمكن إقراره والاستجابة له دون توافق عليه من جميع مكونات المجتمع البحريني تعبيرا عن الاجماع الوطني .

أيها المواطنون الكرام

كان قدرنا أن نعيش على هذه الأرض قرونا متطاولة يعيش على أرضها أتباع الديانات السماوية وغير السماوية ، ولم يمنع الاختلاف الديني والمذهبي أهلها بتوجيه حكمائهم وعقلائهم من التعايش على هذه الأرض طوعا واختيارا .

أيها المواطنون الكرام

أمام هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البحرين يوجه (تجمع الوحدة الوطنية) الرسائل التالية:

الرسالة الأولى: لجميع أهل البحرين

احذروا من قنوات الفتنة التي تعمل على أن تفرق بين الأخ وأخيه ، واعلموا أن الفتنة إذا وقعت لن ينجو منها أحد ، وإننا إذا تصارعنا قضينا على أنفسنا بأنفسنا وهدمنا ما بنيناه وبناه أسلافنا وأجدادنا ، ولا نستطع أن نعيد ما هدم ولا ينفع الندم ، ولنتعظ بما وقع لغيرنا .

كفانا شحنا في القلوب ، ونشرا للضغائن ، ولنتق الله تعالى في أبنائنا وبناتنا وآبائنا وأمهاتنا ورجالنا ونسائنا ومن لنا ولاية عليهم فهم أمانة عندنا فلنؤد أمانة الله فيهم حق أدائها ولنتذكر قوله تعالى : ” إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ”

طمأنوا أيها الآباء وأيتها الأمهات أبناءكم وبناتكم فإن جميع المخلصين في البحرين  يعملون على إطفاء نار هذه الفتنة التي نرجو ألا تكبر وأن لا يطول أمدها .

إن تخلف البعض عن عمله فلا تتخلفوا أنتم عنه ، وقوموا بواجبكم وقدموا الخدمات لجميع المواطنين والمقيمين وإن أخذتم أوقاتا أكثر من الأوقات الرسمية ، واحتسبوا ذلك عند الله تعالى أجرا ومثوبة .

إذا تخلف بعض الطلاب عن الذهاب إلى المدارس والجامعات فلا تتركوا أبناءكم يتخلفون عن الدراسة فتضيع فرص التعلم عليهم .

ويا شباب البحرين تحملوا المسؤولية وشاركوا فيها مبكرا ، ونعول عليكم كثيرا في بناء الوطن ويينكم على ذلك إخلاصكم في طلب العلم وتحمل المسؤولية الوطنية .

الرسالة الثانية: الى جميع الإخوة في الشارع الشيعي شاملا من يعتصم في دوار اللؤلؤة ومن ينتمي إلى الجمعيات الشيعية ومن لا ينتمي إليها

نحن شعب واحد وإن اختلفت رؤانا وآراؤنا ومذاهبنا ، همومه واحدة ، ومشاكله واحدة ، ومصائبه واحدة ، ومعاناته واحدة ، يجب أن نشترك جميعا في إيصال كل خير لهذا الوطن ونشارك فيه ، وندفع عنه جميعا كل شر ، ويجب أن يستمر التعايش السلمي بيننا ، فنحن فضلا عن أنه يجمعنا هذا الوطن فإنه يجمعنا دين واحد وكتاب واحد وإيمان برسول واحد ، ونصلي لقبلة واحدة ، وديننا يجمعنا على قيم ومبادئ وأحكام كثيرة واحدة ، فالمحافظة على دمائنا وأعراضنا وأموالنا وعقولنا واجبنا جميعا فلا يبغي بعضنا على بعض .

هذه أيدينا ممدودة إليكم ، تعالوا نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان .

الرسالة الثالثة: إلى الشارع السني بجميع فئاته وأطيافه

نحن أصحاب رأي وحجة ، ونقابل الحجة بالحجة والرأي بالرأي ، ونناقش أمورنا بثبات وقوة ، وسوف نثبت على رؤانا التي تجمعنا ، ولا نخشى أحدا إلا الله ، ونوصيكم بالوحدة والالتفاف حول المطالب المشروعة .

الرسالة الرابعة: إلى القيادة

نتوجه إلي القيادة السياسية وعلى رأسها جلالة الملك بأننا جميع أبناء البحرين طلاب حقوق ، وفي مقدمتها أن تكون السلطات للشعب بشكل فعلي وليس بشكل صوري ، ، فلا يكفي أن يقرر الدستور حقوقا وتعطل عن التنفيذ أو يتحايل عليها .

نطالب القيادة بأن ترفع جميع مظاهر وسلوكيات التمييز الفئوي والعرقي والطائفي والعائلي .

ونقول للقيادة يجب أن توكل المهمات لذوي الكفاءة والأمانة والأيادي البيضاء حتى نستطيع أن نحافظ على ثروات هذا الوطن وشعبه وأجياله القادمة ، فكم من ثرواته قد نهبت ، وكم من أمواله دخلت في الجيوب الخاصة ، وكم من مشاريع توقفت ، وكم من مشاريع ارتفعت كلفتها ، وكم ، وكم ، وكم ، ولنا تحفظ على أناس تبوؤا مناصب الوزارات ولم يكونوا جديرين بها ، ويجب أن تكون هناك وقفة جادة وصارمة أمام الفساد الإداري والمالي والأخلاقي والسياسي .

ونقول للقيادة أيضا إننا مع إجراء تعديلات جوهرية متوازنة في الدستور ، تحقق أن يكون الشعب هو صاحب السلطات جميعا برعاية كريمة من جلالة الملك ، لكننا لسنا مع تعديلات تؤدي إلى الصراع بين فئات ، المجتمع فالقيادة السياسية العليا مسئولة عن ضمان حقوق جميع فئات المجتمع من غير انتقاص من حقوق الآخرين .

ونريد من القيادة أن يتم حل المشاكل العيشية للمواطنين من رواتب وإسكان في المد القريب.

ونريد من القيادة أن تسارع في القضاء على المسكرات والدعارة ، فإن غضب الله تعالى يأتي وينزل على من يتعدى حدوده .

الرسالة الخامسة: رسالة إلى الخارج

نحن توجه وطني ولسنا فئوي نحترم حرية المعتقد ونصون حقوق الإنسان في بدنه وحياته وماله وعرضه ، ونطالب بمحاسبة من أزهق الأرواح أو أسال الدماء ، ونؤكد احترامنا لحقوق الإنسان في ثقافتها وقوانينها ومعاهداتها ، ونسعى لدولة ومجتمع يسودهما الحرية والديمقراطية وتلتزم بالقيم الإنسانية النبيلة التي تحافظ على الإنسان في فردا وأسرة نريد أن نعيش آمنين مطمئنين في وطننا ، ولا نرتضي بأي تدخل من الدول الأجنبية في شؤوننا وننادي أن ترفع الدولة التي تتدخل في شؤوننا أيديها عنا فتدخلها يتسبب في مشاكلنا الداخلية .

أيها المواطنون الكرام

إن عملية الحوار الذي نسأل الله تعالى أن يبدأ قريبا جدا نطالب بأن نشارك فيه باعتبارنا طرفا مستقلا استقلالا تاما نمثل طيفا كبيرا من أطياف المجتمع لا تمثله الجمعيات والمؤسسات والكيانات الرسمية ، ولا نقبل بنتائج الحوار إذا لم نكن جزءا منه من البداية .

كما أننا نعتقد أن الحوار يتم  على مراحل، وفي المرحلة الأولى نعتقد أنه سيكون للقضايا الكبرى التي تتعلق بالدستور والنظام ، ثم ستكون مراحل أخرى للأمور القانونية، والقضايا التفصيلية .

ونظن أن الحوار سيكون في أوله صعبا وطويلا، ثم يكون أقل صعوبة، فلا تستعجلوا الأمور، وعليكم بالصبر فإن الصبر مفتاح الفرج .

لا يسعني في النهاية إلا أن أقدم الشكر الجزيل لكل من ساهم في هذا الاجتماع بالدعوة أو بالتنظيم أو بالنشر ، ولكل رجالات وقنوات الإعلام المرئية والمسموعة والمقروؤة على تغطيتهم هذه الفعالية ، وللشباب الذي قام بجهد كبير في التنظيم وتحقيق التواصل معكم ولكم جميعا على الحضور.

اللهم أبعد عنا الفتن ما ظهر وما بطن، واجعل هذا البلد آمنا سخاء رخاء دار عدل وإسلام وأمان وإيمان وسائر البلاد العربية والإسلامية والدول العالمية، واحفظ جميع أهله صغارا وكبارا نساء ورجالا وقادة من المواطنين والمقيمين ومن يمر به يا رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *