إسرائيل (كيان إستعماري إستيطاني للغرب)ولذلك هو كيان لا حدود له ! لان حدوده مفتوحة لتضم دولا عربية أخرى تمثل بالنسبة له « الحلم الاسطوري» الذي كتبه (حاخامات اليهود) بأيديهم في التلمود والذي بنت الصهيونية أساطيرها الملفقة حوله، لتحقيق أطماعها «الاستعمارية» في المنطقة ! وعينها على الموقع الاستراتيجي والطاقة والثروات الاخرى ! وما الكيان الصهيوني الاستيطاني إلا اداة أمريكا والغرب لتحقيق ذلك ! وحيث تمهيد الارض العربية مستمر منذ زمن طويل ! وتفتيت المنطقة وإضعاف دولها أو اقتطاع اجزاء من جغرافيتها ونهب ثرواتها هو الهدف الاصلي «القديم الجديد ! والذي به خدعت «بهود العالم» بالنظرية الصهيونية منذ «هرتزل» في اواخر القرن التاسع عشر ! لترمي بهم في أرض هي ليست لهم ! فيتخلص الغرب منهم من جهة (المسألة اليهودية) ! ويتم تحقيق تلك (الاجندة الاستعمارية) في النهاية من جهة اخرى ! واليوم تدور اللعبة ذاتها في غزة حول (الغاز) المكتشف بكميات كبيرة في ساحل غزة، فيما العرب يفتقدون إلى رؤيةإستراتيجية يدركون بها ابعاد ما يحدث!
مثل هذا الكيان المصطنع لا يؤمن سواء من حيث آليات تأسيسه أو نزعته «التوسعيه» بالسلام والاستقرار ضمن حدوده الراهنة و(حل القضيةالفلسطينية حلا عادلا)، لان في ذلك نهاية لطموحه العدواني وطموح الغرب الاستعماري تجاه المنظقة العربية ! وما حرب الابادة والتهجير في غزة، إلا تدور وتتزامن معها ما يدور في الضفة الغربية، للاستحواذ على أرض فلسطين التاريخية كلها كدولة لليهود وحدهم أولا ! ولهذا ايا كان الخلاف حول «حماس» من حيث (التوجه أو التمويل والتدريب) فهو في النهاية (مجرد فصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية)، والشعب الفلسطيني لم تتوقف مقاومته منذ (45 عاما) وهي مقاومة مشروعة للاحتلال وحق مشروع لكل الشعوب المحتلة حسب القانون الدولي !ولكن الاهم ان هذه المقاومة هي التي تعرقل حاليا المشروع الاستعماريالاكبر للكيان وللغرب بقيادة امريكا، وقد تخلت ايران عن حماس ! ولهذا يراد التخلص منها كمقاومة سواء في غزة أو الضفة، وإن كان العنوان لذلك التخلص هو «حماس» والرد علىما حدث في (7أكتوبر) !
الطريف في الاحتلال الصهيوني أنه أسس قيام كيانه المغتصب، ليس على أساس أنه إحتلال ! وإنما على اساس (إدعاء تاريخي أسطوري ملفق) بموجبه تم إغتصاب فلسطين كوطن هو حق لشعب غيره وهو الشعب الفلسطيني ومنذ إلاف السنين ! وهذا مايعقد صورة الاحتلال الصهيوني لفلسطين قياسا للاحتلالات الاخرى ! ولا يشبه في ذلك إلا ما حدث في امريكا وتأسيسها على حساب السكان الاصليين «الهنود الحمر» ! أو ماحدث في استراليا أيضا من خلال بريطانيا الاستعمارية ! وهو ما يحاول أن يفعله المستعمر الصهيوني في فلسطين، البوم من خلال صناعة نكبة ثانية بعد النكبة الاولى 48 !
المقاومة في غزة والضفة الغربية، هي (مقاومة فصائل عديدة ومختلفة) وإن كانت حماس ابرزها ! وهذه (المقاومة الشعبية الباسلة للاحتلال)،رغم كل الويلات التي يعانيها وعاناها الشعب الفلسطيني في «غزة وفي الضفة،فإنها في الحقيقة وحدها اليوم التي (تعرقل المشروع الاستعماري الصهيوني الغربي) الذي أعلن كل مخططاته منذ سنوات طويلة ! وبعمل اليوم على تنفيذها (بسرعة) قبل أن تحدث المتغيرات والتحولات العالمية تجاه (نظام عالمي جديد) متعدد الاقطاب ! وحيث بالنسبة للكيان الصهيوني وللغرب «غزة» هي البداية! وهي الغاز والاستثمار ونقطة التوسع الصهيوني لتحقيق إسرائيل الكبرى ! بعد طرد الفلسطينيين من غزة والضفة نحو سيناء والاردن ! ثم التوسع لاحقا في جغرافيا دول عربية أخرى ! دخلت في خرائط التخطيط بدءاٍ (فلسطين كلها لليهود) وصولا إلى لبنان وسوريا والعراقق ومصر والسعودية !وحسب تصورات خرائط التقسيسم ذاتها !فيما الدول العربية في غياب عن اتخاذ إستراتيجية عربية لمواجهة ذلك، لانها بالاصل لا تملكها !
حسب هذا التصور الصهيوني لدول المنطقة بعد الانتهاء من فلسطين، فإن المنطق يقول أن من (المصلحة العربية العليا) أن لا ينجح المخطط الصهيوني في غزة وفي الضفة أو في فلسطين ! لان نجاحه يعني فتح الشهية الصهيونية نحو (الامتداد التوسعي) الذي يدخل في صلب معتقدهم التلمودي نحو حدود دول عربية اخرى
ومهما قال الصهيوني الغربي أن من مصلحة العرب دعم إسرائيل للقضاء على حماس والمقاومة الفلسطينية ككل فأنه كاذب و(حاليا وتحديد حاليا) فإن القضاء على المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية هو بشكل استراتيجي ضد المصالح العربية والوجودية وضد جغرافيا الدول العربية التي تعمل ماكينة المخططات الصهيونية على إختطافها لاحقا !
لكل ذلك يتم توزيع الادوار عسكريا وسياسيا بين الكيان الصهيوني والغرب في مرحلة تكتذب علني والذي نزلت قواه الكبرى ببارجاتها وغواصاتها النووية في المنطقة ! ولذلك لا يريد الغرب الصهيوني إيقاف الحرب على غزة، مهما كانت التكلفة ومهما تمت إبادة الابرياء ! ومهما تواصل ضغط الشعوب في الغرب ! لان في فشلهم في غزة وفي فلسطين يعني فشل مشروعهم وأجندتهم التوسعية والاستعمارية ! وليس فقط فشل الكيان الصهيوني، بعد إنكشاف وجهه الهمجي والنازي والفاشي للعالم كله !
ولهذا ف‘ن (مسألة تهجير الفلسطينين) خارج فلسطين، لابد من إفشاله
مثلما يتوجب على العرب مساعدة أهل غزة «والضفة» على الصمود، وهو ماتعيه مصر بشكل جيد وكذلك الاردن، رغم أن (الرؤية العربية الكلية) لاتزال ضبابية، حول الكيان نفسه بأعتباره انه قابلا للسلام والاستقرار ضمن حدوده، والتطبيع معه !
هناك حرب حتمية في النهاية بين العرب والكيان الصهيوني،، وهذا ما قاله كسينجر 2012، بإعتقاد أن تلك الحرب الكبرى ستنتهي لصالح الصهيونية العالمية والغرب والمتنورين الماسون ! فيما يؤمن العرب والمسلمون ككل أن النهاية في تلك الحرب هي لصالحهم والسبب في زوال الكيان الصهيونب، وانها حرب آخر الزمان ! وأن وعد الله لهم هو الانتصار إن نصروا الله !
أما مسألة (السلام وحل الدولتين) فقد قضي عليها الكيان مسبقا وأصبحت غير قابلة للتحقق ! لان (الدائرة الجهنمية) التي تتفاعل فيها الطموحات الصهيونية، تبدأ وتنتهي ( بعدم السماح للعرب وللدول «السنية» تحديدا بالاستقرار والتنمية والقوة) ومن يعتقد غير ذلك فهو إما واهم، أو أنه لم يقرأ جيدا ما قعله ويفعله الغرب الصهيوني في المنطقة وتجاه الدول العربية ! ونتنياهو كرر مرارا (إنها الحرب الطويلة والمستمرة) وقبلها حمل خارطة الشرق الاوسط الجديد بين يديه وفي الامم المتحدة، وأمام مرآى ومسمع العرب والعالم كله!