السيد رئيس تحرير صحيفة الوسط المحترم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بالإشارة لمقال الكاتب هاني الفردان بالعدد رقم 4636 بتأريخ 18 مايو بعنوان ( يا تجمع الوحدة أرض الساية هي الدليل ) ، والذي قام فيه بالتعليق على المؤتمر العام الثالث لتجمع الوحدة الوطنية ، وقد حاول الكاتب إجراء مقارنة غير موضوعية بين عدد جماهير الشعب البحريني التي كونت وقفة وتجمع الفاتح في 21 فبراير 2011 لمواجهة المؤامرة الكبرى على البحرين وإفشال محاولة إختطافها لصالح أجندات المشروع الفارسي وبين عدد أعضاء المؤتمر العام الثالث لتجمع الوحدة الوطنية ، لأن جماهير الفاتح كانت تمثل معظم الشعب البحريني وليس مطلوب من جماهير شعب بأكمله أن تمارس عملاً سياسياً تنظيمياً من خلال جمعية سياسية لكن تلك الجماهير ، جماهير الفاتح تظل تمثل القوة والإرادة الشعبية الجاهزة لإفشال أية محاولة جديدة .
ليس هناك منطق في حديث الكاتب لإثبات حجم تجمع الوحدة الوطنية من خلال المقارنة بين 450 ألف مواطن الذين اجتمعوا في الفاتح وبين 253 عضواً من أعضاء تجمع الوحدة الوطنية الذين جددوا إشتراكاتهم للمشاركة في المؤتمر العام الثالث للتجمع ، فليس كل أهل الفاتح أعضاء في التجمع ولم نقل هذا من قبل ، بل كنا ولا نزال نتحدث عن عدد الأعضاء الذين انطبقت عليهم شروط العضوية بحسب بيانات وزارة العدل والبالغ عددهم 24.60 ألف عضو وكان العدد من الناشطين الذين شاركوا في المؤتمر الثالث هم الذين استوفوا شروط المشاركة وهذا هو حال كل الجمعيات السياسية في البحرين بل حال معظم الأحزاب السياسية في العالم ، إذ ليس مستغرباً أن يكون هناك عدد محدود من الناس هم الذين يمارسون العمل الحزبي والتنظيمي بصفة التفرغ الكلي أو الجزئي .
وبنفس منطق الكاتب وعلى سبيل المثال فإن المؤتمر العام لجمعية الوفاق والذي عقد في 2014 شارك فيه 1808 عضو من أصل 35838 عضوا بحسب السجلاّت الرسمية المعلنة من الجمعية المعنية فأي الرقمين يمثلان حجم جمعية الوفاق .
تجمع الوحدة الوطنية كان شفافاً في تقاريره ومراجعاته بدرجة أذهلت الكثيرين وقد قمنا بتزويد الصحفيين بنسخ من تقارير المؤتمر وطالعوا بأنفسهم المعلومات الواردة فيها حول تقييم تجربة التجمع في الإنتخابات ومحاولات تشخيص أسباب الضعف .. نشرناها للرأي العام بكل شفافية وصدق ، لم نسع لتجميل مواطن الضعف وأخطاء التجربة لأننا نحسبها أخطاء طبيعية تصاحب كل تجربة وليدة وجديدة و أمر طبيعي لتنظيم سياسي في عامه الرابع ويتوقع في تجربته هنات وأنات هنا وهناك ..
شعارنا إنطلاقة جديدة وهي انطلاقة صادقة ان شاء الله ظهرت بشائرها من خلال الروح الواثبة والحماس الكبير من أعضاء المؤتمر العام وانتخاب هيئة مركزية جديدة معظمهم من الوجوه الجديدة والقيادات الشابة في إحلال طبيعي وإبدال طوعي وتلقائي بعد أن أنجز الرعيل الأول من قيادات التجمع سهمه الوطني في مراحل التأسيس و قرر إفساح المجال لآخرين يقودون مرحلة الوثبة والنهضة والإنطلاقة الجديدة ..
لو كان الفردان مشفقاً على التجمع نطمئنه بأن التجمع بخير ونقول له نحن لا نتراجع ولا نتنازل عن مواقفنا الوطنية ، ننتصر أو نموت .
أما ما يخص الحديث عن مكافأة خصت بها الدولة تجمع الوحدة الوطنية متمثلة في قطعة أرض أو غير ذلك فهذا حديث غير دقيق في تخصيصه وحصره على التجمع دون غيره من الجمعيات السياسية والأهلية ، فقيادة الدولة تقدر الحراك الثقافي والسياسي والأهلي والخيري وتسنده بتقديرات عادلة ضمن إستراتيجية المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله .. وبذات الشفافية التي نشر بها التجمع تقاريره الإدارية ينشر تقاريره المالية التي تخضع لمحاسبة دقيقة من جانب ديوان المراقبة المالية .
إن الاهتمام الذي أولته الصحف المحلية لمؤتمر التجمع على صدر صفحات جميع الجرائد ومنها صحيفتكم يؤكد بأن التجمع لا زال هو الرقم الصعب في المعادلة ، كما أن تركيز اهتمام العديد من الكتاب عليه دون غيره من الجمعيات تأكيد آخر بأن هذا التجمع يشكل القاعدة التي لا زالت تخيف وتزلزل من أراد بهذا الوطن شراً .
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
تجمع الوحدة الوطنية
الإثنين 18 مايو 2015