من أشعل الفتنة الطائفية في الجزائر

بقلم: المهندس عبدالله الحويحي

م.عبدالله الحويحي ، الرئيس السابق للهيئة المركزية لتجمع الوحدة الوطنية

الجزائر هي أكبر الدول العربية مساحة حيث تبلغ مساحتها 2,380,000 كيلو متر مربع ويبلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة يشكل المذهب السني المالكي الاغلبية الساحقة للسكان، ونسبة قليلة من الاباضية تتبعها قبيلة بني ميزاب الامازيغية الى جانب بعض الشيعة بسبب الهجرة من العراق وسوريا ولبنان الى الجزائر ومحاولات ايران نشر المذهب الشيعي في بعض الدول العربية مثل السودان والجزائر والمغرب بعد الثورة الايرانية، أما على مستوى الاثنيات فهناك العرب والامازيغ والطوارق في الوقت الذي يتكلم أغلب السكان اللغة العربيه فأن هناك عددا من اللهجات الامازيغية التي يتم تداولها بين السكان ويشكل الدين الاسلامي البوتقة التي انصهرت فيها كل الاعراق، واللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، هذه مقدمة للتعرف على الجزائر كبلد، ولكن السؤال لماذا أنفجرت المواجهات الطائفية هناك بين الاباضية والسنة المالكيين هكذا وبشكل مفاجئ لقتل أكثر من 20 شخصاً في وقت أتصفت العلاقات الاجتماعية بين الطرفين بالاستقرار على مدى تاريخ الجزائر، وفي هذا الوقت الذي تشهد المنطقة العربية حروباً طائفية طاحنة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

أن ماحدث في الجزائر هو جزء من المؤامرة التي تتعرض لها الامة العربية فبعد أن أشعلت الحرب في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وفشلت في البحرين ومحاولات لتفجير الوضع في مصر وتونس، يتم توسيع رقعة الفوضى في الوطن العربي لتصل الى الجزائر في وقت كان الجزائريون يعتقدون انهم بعيدون عن ذلك الصراع، ونعتقد أن هذا الصراع هو مقدمة ليتوسع ليصبح بين العرب من جهة والامازيغ والطوارق من جهة ثانية عبر اثارة الخلافات العرقية بين الطرفين وأن الشعلة التي تم اشعالها هي مقدمة لصراع أكبر قد يتم توسيعه ليشمل المغرب العربي كما يحدث الآن بالمشرق العربي وهو يعيدنا الى مقالاتنا السابقة في هذا المكان عن دور القوى الاستعمارية الكبرى والكيان الصهيوني والنظام الايراني الذين يعملون معاً من أجل اشعال هذه الحروب التي تحقق مصالح هذه الاطراف مستغلين الاوضاع الاقتصادية المتدهورة للشباب وانتشار الافكار المتطرفة بينهم وسهولة توجيههم لغياب دور الدولة في المحافظة على مكوناتها الاجتماعية.

أن محاولة أشعال الحرب في الجزائر يؤكد من جديد ما ذهبنا اليه أن المنطقة العربية تتعرض لمؤامرة كبرى من اجل تمزيقها تحقيقاً للمشروع الصهيوني والايراني بالمنطقة.

وعليه فأن الرد العملي هو في درجة وعي الشعب الجزائري بلد المليون ونصف شهيد في اجهاض هذه المؤامرات ودحرها في مهدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *