الإخوة والأخوات رؤساء وممثلي الجمعيات السياسية ومنظمات المجتمع المدني
السادة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نخاطبكم اليوم في هذا المحفل الوطني الكبير .. وهذا المهرجان الخطابي مهرجان العزة والكرامة الذي حضرنا إليه لنجدد جميعنا التأكيد على موقفنا الثابت في الرفض التام لصفقة الخزي والخذلان الدولي .. صفقة القرن التي تمثل الحلقة الأخيرة من حلقات المؤامرة الدولية لتصفية القضية الفلسطينية ..
هذه الصفقة التي تمثل المشهد الأخير في إستكمال الوعد المشؤوم وعد بلفور الذي كان يمثل أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين لتأتي صفقة القرن وتضع الخطة النهائية لتسليم أرض فلسطين والقدس كاملة لدولة الكيان الصهيوني المغتصب .
إن صفقة القرن هذه إنما هي صفقة تجارية بين رئيسين كل منهما يريد أن يربح بالرئاسة في الانتخابات التي ستجرى في البلدين ، فليس لها أي اعتبار في القوانين التي تحكم الأوضاع والحقوق الدولية ، وهي لا تستند الى أي مواثيق دولية ، فهي باطل وما بني على الباطل فهو باطل ، وستسقط هذه الصفقة في القريب العاجل بإذن الله تعالى إذا وَحّدت القياداتُ السياسية الفلسطينية جهودها ورمت بالمصالح الشخصية والانتماءات لغير فلسطين خلفهم ظهريا ، وجمعوا أمرهم وأخلصوا نياتهم لاسترجاع الحقوق الفلسطينية قبل كل شيء .
وأذ نجتمع اليوم كممثلين للجمعيات السياسية الوطنية في مملكة البحرين نؤكد أن موقفنا الموحد في رفض هذه الصفقة الظالمة هو الموقف المعبر عن نبض الشارع البحريني والشارع العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية تلك القضية الأم ، التي ظلت تمثل قضية الأمة العربية والإسلامية الأولى وقضية كل أحرار العالم وكل من التزم بميزان العدالة والإستقامة الأخلاقية من غير العرب والمسلمين في دول الغرب وبقية دول العالم .
إن صفقة ترامب ونتنياهو البائسة الظالمة لم ولن تزيدنا نحن المؤمنون بعدالة قضيتنا العربية الفلسطينية إلا مزيداً من التوحد والإصطفاف لدعم كفاح ونضالات الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه من العدو الغاصب المحتل وإعادة الحق للشعب العربي الفلسطيني .
إن تجمع الوحدة الوطنية إذ يرفض خطة ترامب غير العادلة لا ينادي بإغلاق باب المبادرات الدولية والجهود المنصفة التي تراعي حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وتسعى لتحقيق السلام في المنطقة لكن ذلك لا يتم بمثل هذه الصفقة الظالمة التي ترجح كفة الطرف المحتل وتحاول تقنين إحتلاله واغتصابه للأرض الفلسطينية دون أدنى إعتبار لقرارات الشرعية الدولية وبإهمال كامل لكل نقاط الإنطلاق للتفاوض السابقة .
كما نؤكد عبر هذا المحفل الوطني البحريني لكل من يحاولون المزايدة على مواقف البحرين وشعبها تجاه القضية الفلسطينية أن مملكة البحرين ظلت عبر التأريخ تقف بشرف وكرامة في دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه كاملة ونصرة قضيته العادلة.
وختاماً إذ نثمن موقف وزراء الخارجية العرب أمس واعلانهم رفض ما يسمى بصفقة القرن ، نؤكد للحكومات العربية أن موقف الرفض والشجب والاستنكار فقط لا يحقق الدعم اللازم لمواجهة ما يسمى بخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط المعروفة بـصفقة القرن بل يجب أن يتسم الحراك العربي بالمواكبة اللازمة للمرحلة الحالية وتبني مواقف أكثر فعالية لتحريك القضية في مؤسسات العدالة الدولية ضد منتهكي الشرعية الدولية وراسمي ومنفذي خطة التصفية الكاملة لقضية فلسطين .
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر
تجمع الوحدة الوطنية
الأحد ٢ فبراير ٢٠٢٠