الشيخ الدكتور عبد اللطيف ال محمود في الندوة الالكترونية للمنتدى الاسلامي الأوروبي بعنوان (التضامن مع فلسطين كأساس لوحدة الأمة اليوم) :

 

الدول العربية والإسلامية أخذت على عاتقها العمل على حسم القضية الفلسطينية لكن قيادة الحل بيد الفلسطينيين

 

شارك الشيخ الدكتور عبد اللطيف ال محمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية في الندوة الالكترونية التي اقامها المنتدى الاسلامي الاوروبي في لندن بعنوان (التضامن مع فلسطين كأساس لوحدة الأمة اليوم) والتي اقيمت مساء الأربعاء بمشاركة عدد من العلماء وممثلي هيئات ومنظمات رسمية وغير رسمية من مختلف دول العالم .

وقدم ال محمود في كلمته تساؤلات حول معنى التضامن مع فلسطين مشيرا الى ان كيانُ بني إسرائيل يتمدد في الأرض الفلسطينية ويقضم كل فترة منها جزءً ويضيق على الشعب الفلسطيني في الداخل ليطرده من أرضه أو يهجره إلى أرض غير أرضه ؟ والأمة الفلسطينية والأمة العربية والأمة الإسلامية ممزقات ومشتتات ؟ فهل التضامن المطلوب لإبقاء الوضع الذي عليه القضية الفلسطينية الآن على ما هو عليه ؟

ولخص ال محمود تشخيص القضية في سبعة بنود مؤكدا ان تمزّقُ الصفِّ الفلسطيني وانشغال كل دولة من الدول العربية والإسلامية بنفسها هو الذي تسبب في تمدد الكيان المغتصب وقال ان العقبة الكؤوود لحل القضية الفلسطينية ظلت تتمثل في القيادات السياسية وحملة السلاح من جميع الحركات والفصائل بمختلف انتماءاتهم من غير استثناء.

ونوه ال محمود الى ان الدول العربية والإسلامية اخذت بعد احتلال فلسطين على عاتقها العمل على حسم القضية الفلسطينية ولم تستطع حسمها ولا إعادة الحق الفلسطيني المغتصب لان قيادة حل القضية الفلسطينية بين يدي الفلسطينيين منذ عام 1964 بتاسيس منظمة التحرير الفلسطينية لتمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية داخل وخارج فلسطين ، واعترفت بها الجامعة العربية والأمم المتحدة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني ، وكان إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية واعتراف الدول العربية وجامعة الدول العربية بها اعترافاً من الدول العربية بأن مسؤولية قضية فلسطين هي مسؤولية الفلسطينيين ويبقى دور الدول العربية مساندا لهم في المحافل الدولية سياسيا وللشعب الفلسطيني من خلال المساندات السياسية والمالية .

وقال ضاعت اتجاهات بوصلة القيادات السياسية وحملة السلاح من جميع الحركات والفصائل بمختلف انتماءاتهم من غير استثناء واستمر الشتات الفلسطيني في الداخل والخارج ، وهؤلاء جميعا لهم حق العيش بكرامة كبقية البشر .

القيادات السياسية والحركات والفصائل العسكرية الفلسطينية اليوم أكثر من سَبْعٍ ، ولسان حال كل منهم يقول : (فصيلي وحده هو الذي يجب أن يستعيد الحق الفلسطيني ، ويجب أن يكون هو القائد الفذ بعد انتصاره والذي يجب أن ينقاد له البقية ، ويجب أن يخضع لسيطرته الشعبُ الفلسطيني) .

لكل منهم اتجاهٌ ومُموّلٌ وراعٍ وداعمٌ ضد الآخرين منهم ، والأنكى من ذلك أن رعاة بعضهم هم محتلو أرضهم ، وبعضهم من الذين يظاهرون الصهاينة لإخراجهم من أرضهم .

ووجه ال محمود اربعة نداءات للفلسطينيين بتوجيه جهودهم ضدّ مغتصب ارضهم وسالب حقهم وتوحيد الصف وصفاء النية نحو بعضهم البعض

وقال يعلم بنو إسرائيل والنصارى والمسلمون أن قيام دولة بني إسرائيل هذه هي آخر فرصة يتيحها الله تعالى لبني إسرائيل لتغيير سلوك عصيانهم لله تعالى ولرسله وعودتهم إلى الحق ، ويعلمون أنهم رغم قلة عددهم في العالم هم الآن كثيرون بمناصرة مناصريهم من دول العالم ، فهذا نبأ الله لهم وقَدرُه المذكور في التوراة والإنجيل والقرآن .

 

فيما يلي نص كلمة الشيخ الدكتور عبد اللطيف ال محمود في المنتدي

وجّه لي سماحة الشيخ الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين دعوة للمشاركة في المنتدى الإسلامي الأوروبي الذي سيقام في لندن بعنوان  بتاريخ 7 / 10 / 2020 ، فكانت هذه كلمتي للمشاركة .

أيها الفلسطينيون ، اعملوا على مكانتكم ، واتوا صفا

أولا : أعبر عن شكري لسماحة الشيخ الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين لدعوتي للمشاركة في هذا المنتدى .

وثانيا : أعبر في هذه الكلمة عن رؤيتي الشخصية ، ولا أعبر عن رأي أي مؤسسة خاصة أو عامة لي فيها عضوية .

سؤالان

وانطلاقا من عنوان هذا المنتدى (التضامن مع فلسطين كأساس لوحدة الأمة اليوم) أسأل نفسي : من هي الأمة المقصودة في العنوان ؟  الأمة الفلسطينية ؟ أم الأمة العربية ؟ أم الأمة الإسلامية ؟ أم جميع هذه الأمم ؟

وسؤال ثان أسأله نفسي : ما هو التضامن المطلوب مع فلسطين المذكور في العنوان ؟

هل التضامن لإبقاء الوضع الذي عليه القضية الفلسطينية الآن على ما هو عليه ؟

كيانُ بني إسرائيل يتمدد في الأرض الفلسطينية ويقضم كل فترة منها جزءً ويضيق على الشعب الفلسطيني في الداخل ليطرده من أرضه أو يهجره إلى أرض غير أرضه ؟ والأمة الفلسطينية والأمة العربية والأمة الإسلامية ممزقات ومشتتات ؟ هل المطلوب أن نتضامن مع هذا الوضع ؟

 

التشخيص ثم العلاج

في هذه الآونة المؤلمة من حياة دولنا وشعوبنا العربية والإسلامية ، وما نراه من تشتت في المواقف السياسية في مجموع دولنا نتيجة تفرّق القلوب وتمزق الوشائج ، وما نراه من تنفيذ خطط تستهدف كل دولة من دولنا بغير استثناء ومنها القضية الفلسطينية نحتاج إلى مصارحة مع النفس ومع بعضنا البعض .

اسمحوا لي أن أسلك طريقا يبدأ بالتشخيص من وجهة نظري الشخصية ، واقتراح العلاج من وجهة نظري الشخصية ، لا مسبحا بحمد أحدٍ غير الله تعالى ، ولا مؤيدا لأحد غير ما يمليه عليّ إيماني وضميري وحبي لفلسطين وللأمة العربية وللأمة الإسلامية وللعالم كله ولشعوبهم جمعاء .

أ – التشخيص من وجهة نظر شخصية

 

تتمثل رؤيتي للتشخيص في سبعة بنود :

1 – القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للفلسطينيين وللعرب وللمسلمين وللعالم

القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لكل فلسطيني مهما كان دينه ومعتقده ؛ أرضه وأرض آبائه وأجداده ، وهي قضية مركزية لكل عربي ؛ فأرض فلسطين أرض عربية من قديم الزمان ، وهي قضية مركزية لكل مسلم ؛ فهي مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيها ثالث الحرمين الشريفين ، وهي قضية للعالم فكما قيل : لا استقرار للعالم إلا باستقرار الشرق الأوسط ، ولا استقرار للشرق الأوسط إلا بحل قضية فلسطين .

2 – كيان من غير حدود

العرب والعالم والفلسطينيون يتعاملون مع كيان ليس له حدود .

فقد قامت دولة بني إسرائيل باغتصاب جزءٍ من أرض فلسطين عام 1948 (من 72 سنة) ، ومنذ ذلك الحين وهي تتمدد في أرض فلسطين وما حولها من غير أرض فلسطين ؛ بالحرب أحيانا وبمصادرة أراضي الفلسطينيين أحيانا وإقامة المستعمرات الصهيونية عليها أحيانا وبالضم أحيانا أخرى .

أقيم هذا الكيان دون حدود معروفة ، والدول التي اعترفت بها لم تضع له حدودا ، ولم تطالبها بحدود دولية أسوة بجميع دول العالم منذ قيامها حتى يومنا الحاضر ، ولا أحد يوقفها ، بل هناك من الدول من يشجعها ويساندها على اغتصاب مزيد من أرض فلسطين وضم أراض أخرى غير أرض فلسطين .

دولة بني إسرائيل أقيمت لتتمدد لا لتقف عند حدود تعترف بها دول العالم ، فبنو إسرائيل يرون أنهم فوق العالم ، وهم سادة العالم ، وعلى العالم أن يخضع لإرادتهم وهم لا يخضعون للعالم ، فهم شعب الله المختار ، ولذلك فالكرة الأرضية بجميع قاراتها اليابسة ومسطحاتها المائية من محيطات وبحار وأنهار هي حدودها كما يرون ، استكبارا في الأرض ومكر السيء .

ولو قدّمت مجموعة من الدول العربية والإسلامية وغيرها مشروعا للأمم المتحدة تطالب فيه وضع حدود لهذا الكيان الغاصب فسوف تقف الدول الغربية ضد هذا المشروع وتسقطه في مجلس الأمن وفي الأمم المتحدة .

 

3 – أسباب تمدد الكيان المغتصب

وما جرّأهم على هذا الاستكبار والاستمرار في التمدد إلا تمزّقُ الصفِّ الفلسطيني أولا ، وانشغال كل دولة من الدول العربية والإسلامية بنفسها ثانيا .

فقد كشفت الحركاتُ الفلسطينية وقياداتُها وفصائلُها خلال العقود القليلة الماضية – على الأقل –  أن الوطن الفلسطيني ليس مقدما على انتماءاتهم الدينية والمذهبية والفكرية والحزبية ، وهمهم الأول تمكين انتماءاتهم الدينية والمذهبية والفكرية والحزبية ، ولذا لا يزيدون بمرور الوقت إلا تشتتا وتشرذما ومعاداة لبعضهم البعض ، ويستمر تنفيذ هذا التشتت والتشرذم والمعاداة بمساعدة من المستفيدين من هذا الوضع المؤسف ، لقد تأخرت فلسطين في نفوس ساستها وقادتها المعاصرين فهانوا في نفوس أعداء فلسطين ومغتصبيها .

وهذا الوضع المأساوي ليس خاصا بفلسطين العزيزة فقد كشفت أحداث الثلاثين سنة الماضية على الأقل أن العروبة أيضا ليست رابطة لها قيمة جامعة عند عرب حياتنا الحاضرة توحد حركتهم وتوحد صفهم وتوحد مواقفهم العملية أمام المخططات التي تنال من دولهم وشعوبهم ، فكل دولة معجبة برأيها وتوجهاتها ، وما ضعفُ جامعة الدول العربية التي أنشئت عام 1945 (من 75 سنة) إلا شاهداً على ذلك ، وانظر إلى العلاقات بين الدول العربية المتجاورة وغير المتجاورة فسترى أدلة على ذلك ، فما بقي لرابطة العروبة قيمة في سياسات الدول العربية ، لقد هانت رابطة العروبة في نفوس الكثيرين من أبنائها في حياتنا الحاضرة فهانوا في قلوب أعدائهم .

كما كشفت أحداث الخمسين سنة الماضية أن رابطة الإسلام ليست لها قيمة لدى مسلمي حياتنا الحاضرة دولا وقيادات وشعوبا ، فقد اكتفوا منه بأركان الإسلام ؛ (شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا) ، وبأركان الإيمان ؛ (الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره)  ، وجعلوا كثيرا من أسس قوتهم ووحدتهم (الأخوة الإيمانية ، الاعتصام بحبل الله جميعا ، إقامة الدين ، العدالة ، الإحسان ، الأمر بالمعروف ، النهي عن المنكر ، عدم التفرق ، وعدم الغلو في الدين وغيرها) وراءهم ظهريا ، ولم يحملوا همّ تحقيق خيرية هذه الأمة ، فلما هانت أسس القوة والوحدة في نفوسهم تفرقوا وتشتتوا وهانوا في نفوس غيرهم وتكالبت عليهم قوى أعدائهم ، وضعفُ منظمة التعاون الإسلامي شاهد على ذلك .

 

4 – القضية الفلسطينية تكشف العذاب للفلسطينيين وللعرب وللمسلمين

رغم ما نراه من بحبوحة في الرزق واستقرار وأمن وأمان هنا وهناك في الدول العربية والإسلامية إلا أن الحقيقة المرّة أننا نعيش جميعا في عذاب ، لكن لا نشعر به ، بل نستمرؤه .

هذا العذاب هو ناموس من نواميس السماء ، وإذا كنا نريد دليلا على هذا الناموس فلنقرأ قوله تعالى : ﴿قُل هُوَ القادِرُ عَلى أَن يَبعَثَ عَلَيكُم عَذابًا مِن فَوقِكُم ، أَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُم ، أَو يَلبِسَكُم شِيَعًا وَيُذيقَ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ ، انظُر كَيفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُم يَفقَهونَ . وَكَذَّبَ بِهِ قَومُكَ وَهُوَ الحَقُّ ، قُل لَستُ عَلَيكُم بِوَكيلٍ . لِكُلِّ نَبَإٍ مُستَقَرٌّ وَسَوفَ تَعلَمونَ.﴾ ، وها نحن صرنا شِيَعا ويذيق بعضنا بأس بعض .

 

لماذا هذا العذاب للفلسطينيين وللعرب وللمسلمين وللعالم ؟

القيادات الدينية والسياسية والفكرية من الفلسطينيين والعرب والمسلمين في حياتنا الحاضرة (إلا قليلا ممن لا يُستمع إليهم ولا يُؤبَه بهم) أصيبوا بأدوا وجوائح الأنانية ، والدوران حول الذات ، وتقديم المصالح الخاصة ، والعجب بالنفس وبالانتماءات الفكرية والقبلية والمناطقية ، وبالتدين الفردي ، وبالمذهبية ، وبالحزبية ، وبادعاء وحدانية الحق في المختلف فيه ، وبالرغبة في الحكم لقسر الآخرين على رؤيتهم .

والنتيجة أننا جميعا وقعنا وأوقعنا من يَتّبِعنا في (جائحة) ﴿بَأسُهُم بَينَهُم شَديدٌ ، تَحسَبُهُم جَميعًا وَقُلوبُهُم شَتّى ، ذلِكَ بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَعقِلونَ.﴾ ، وهي أشد قسوة من جائحة (كرونا كوفيد 19) ، فجائحة (كرونا كوفيد 19) استباحت الأفراد الذين لم يلتزموا بإجراءات الوقاية منها ، أما جائحة ﴿بَأسُهُم بَينَهُم شَديدٌ ، تَحسَبُهُم جَميعًا وَقُلوبُهُم شَتّى ، ذلِكَ بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَعقِلونَ.﴾ فهي تستبيح الأفراد والدول والأنظمة ، وتعيد على أجيالنا الحاضرة نسخةً جديدة مما حدث للأجيال الغابرة من فترة ملوك الطوائف في الأندلس قبل ما يزيد على خمسة قرون (سقطت غرناطة وهي آخر مملكة إسلامية في الأندلس عام 1492) .

 

5 – عذاب القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين

العذاب اليوم ظاهر في الخطط التي وضعت للشرق الأوسط ونُفّذت من أكثر من قرن ، وما كان قيام دولة بني إسرائيل عام 1948 إلا نتيجة من نتائج تنفيذ تلك الخطط على أرض الواقع .

 

أما العذاب الذي يُسلط على الفلسطينيين وعلى العرب وعلى المسلمين في القرن الواحد والعشرين فيتمثل في :

1 – مخطط الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة الذي أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية عام 2003 لتمزيق الممزق وتقسيم المقسم لدول الشرق الأوسط (الدول العربية وتركيا وإيران) الذي ذقنا بعضه من عام 2011 ، واشتركت فيه قوى الحقد الديني والمذهبي والحزبي والقبلي بقيادة أمريكية وأوروبية ، ولمّا ينته بعد ، فالعمل به ظاهر ومستمر في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومجلس التعاون الخليجي ، ولا يفرح أحد بأنه بعيد عنه ، ومن شاء أن يتعرّف عليه فليبحث عن خرائط التقسيم المتعددة في المواقع الالكترونية المتاحة للجميع ، ولقد جاء في الأمثال العربية (إذا حُلقت لحيةُ جارك فبلّل لحيتك) .

2 – مخطط صفقة القرن الذي أعلن عنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي السيد / دونالد ترامب ، وما ظهر منه الا القليل ، وهو تتمة لمخطط الشرق الأوسط الجديد ، أو قل هو المرحلة الثانية منه .

3 – الدين الجديد (الإبراهيمية) والذي يعلن عنه باسم اتفاق (إبراهام) ، ومن شعاراته إقامة بيت الصلاة الإبراهيمي ، ولا بد من التمييز بين معنى (الإبراهيمية) الديني عند المسلمين ومقصوده السياسي كما سيرد فيما بعد .

4 – استمرار التمزق بين قيادات المنظمات والفصائل السياسية والعسكرية الفلسطينية لتصبح العقبة الكؤود حتى تيأس الدول العربية والإسلامية من تلك القيادات وتتركها لمصيرها المجهول .

5 – تمزيق مجلس التعاون الخليجي ومحاولة القضاء على دوله باعتباره أقوى منظمة إقليمية عربية حتى الآن ،  فقد أصبحت دوله معرضة لتهديدات مصيرية من الذين تعاونوا إقليميًا في مخطط الشرق الأوسط الجديد عام 2011 .

 

الطريق لرفع هذا العذاب

إذا أردنا التغيير وأردنا أن يرفع عنا رب العزة جلّ جلاله عنا هذا العذاب فلا ننظر الى ما فعله أعداؤنا بنا حتى وصلنا إلى ما نحن فيه لأن هذا منتظر منهم ، ولكن ليحاسب كل منا نفسه ليعرف مساهمته بأعماله وسلوكه وتصرفاته وعدم مبالاته في الوصول إلى ما عليه الأمة الفلسطينية والأمة العربية والأمة الإسلامية ، فالناموس السماوي يقرر : ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ . وَما أَنتُم بِمُعجِزينَ فِي الأَرضِ ، وَما لَكُم مِن دونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ.﴾ .

وهذا الناموس السماوي لا يفرق الله فيه بين مؤمن وغير مؤمن ، ونبّه الله تعالى إلى هذا الناموس الذين كانوا مع الرسول الأكرم يوم أُحُد عندما خالفوا توجيهاته صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا ؟ قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم ، إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.﴾ .

التمييز بين المعنى الديني والمقصود السياسي للإبراهيمية

يجب أن نفرق بين المعنى الديني والمعنى السياسي لمصطلح (الإبرهيمية) الذي بدأ الإعلان عنه والتسويق له .

فالإبراهيمية بالمعنى الديني الجامع بين الديانات الثلاث لا يعترف بها إلا المسلمون باعتبار الدين الإسلامي هو عودة إلى دين إبراهيم عليه السلام كماقال الله تعالى في قرآنه الكريم : ﴿قُل إِنَّني هَداني رَبّي إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ . دينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ . قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ . لا شَريكَ لَهُ ، وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ.﴾ ، وقوله سبحانه وتعالى : ﴿ما كانَ إِبراهيمُ يَهودِيًّا وَلا نَصرانِيًّا وَلكِن كانَ حَنيفًا مُسلِمًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ . إِنَّ أَولَى النّاسِ بِإِبراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبَعوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذينَ آمَنوا ، وَاللَّهُ وَلِيُّ المُؤمِنينَ.﴾ ، ومعلوم أن اليهود لا يعترفون بالمسيحية ولا بالإسلام ، والمسيحيون يعترفون باليهودية ولا يعترفون بالإسلام .

 

أما المعنى السياسي فهو الذي اعتمدته وزارة الخارجية الأمريكية عام 2013 بإعلانها عن دين جديد باسم (الإبراهيمية) ، ويُراد به إلغاء القداسة عن جميع الكتب السماوية (القرآن والتوراة والانجيل) ، واعتبار الدين الجديد (الإبراهيمية) هو المقدس الوحيد في العالم وليس مقصورا على أتباع الديانات الثلاث بل يدخل فيه المؤمنون بالأديان السماوية وغيرهم .

 

والهدف المعلن عن هذا المعنى السياسي للإبراهيمية (إعطاء الحق السياسي للشعوب الأصلية) ، والتي ستحصر في بني إسرائيل (يعقوب عليه السلام) ، ويستثنى من أبناء إبراهيم عليه السلام العرب أبناء ابنه الأكبر إسماعيل عليه السلام ، لتصبح أي أرض وصل إليها بنو إسرائيل هي ملك لهم وهم أحق بها ممن جاء بعدهم من المغرب العربي إلى الخليج العربي بل وتركيا وإيران ، فمخطط الشرق الأوسط الجديد يشمل جميع هذه المناطق ، وبهذا تتوسع أطماع بني إسرائيل لا لتكون (من النيل إلى الفرات) كما هو معلق في الكنيست الإسرائيلي وإنما يشمل الشرق الأوسط الجديد كله بما فيها إيران وتركيا .

 

6 – قيادة حل القضية الفلسطينية بين يدي الفلسطينيين من عام 1964

أخذت الدول العربية والإسلامية بعد احتلال فلسطين على عاتقها العمل على حسم القضية الفلسطينية ولم تستطع حسمها ولا إعادة الحق الفلسطيني المغتصب .

وفي عام 1964 بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس ونتيجة لقرار مؤتمر القمة العربي تأسست منظمة التحرير الفلسطينية لتمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية داخل وخارج فلسطين ، واعترفت بها الجامعة العربية والأمم المتحدة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني ، وكان إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية واعتراف الدول العربية وجامعة الدول العربية بها اعترافاً من الدول العربية بأن مسؤولية قضية فلسطين هي مسؤولية الفلسطينيين ويبقى دور الدول العربية مساندا لهم في المحافل الدولية سياسيا وللشعب الفلسطيني من خلال المساندات السياسية والمالية .

بدأوا بالكفاح المسلح وحمل السلاح من خلال منظمة فتح والفصائل الفلسطينية الأخرى ، ونظرا لتعدد الفصائل الفلسطينية واختلاف قياداتها باختلاف الأفكار التي ينتهجها كل فصيل تبعا للجهة التي تساندهم وتمولهم وصلت القضية الفلسطينية إلى طريق مسدود بيد الفلسطينيين أنفسهم الذين ارتضى كل فريق منهم أن يقدم انتماءه وفكره ووسائله التي يراها لتحرير فلسطين على القضية المبدئية وهي حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة وعودة اللاجئين إلى ديارهم ، وجاءت الإخفاقات تلو الاخفاقات لسبب وحيد وهو تقديم الانتماء الفكري والحزبي والتبعية للجهة الممولة وإملاءاتها على المتمولين على الاجتماع على طريق واحد لوصول الفلسطينيين إلى حقوقهم المشروعة .

 

7 – العقبة الكؤود لحل القضية الفلسطينية هم الفلسطينيون

العقبة الكؤود لحل القضية الفلسطينية تتمثل من عام 1964 حتى اليوم في القيادات السياسية وحملة السلاح من جميع الحركات والفصائل بمختلف انتماءاتهم من غير استثناء .

وللفلسطينيين فيما حدث عام 1948 عبرة ، فقد شاركت ستة (6) من جيوش الدول العربية وستة (6) من القوات غير النظامية والمتطوعين في حرب فلسطين ، لكل فريق منهم قائد وخطة وسياسة وهدف ، في مقابل مجموعة العصابات الصهيونية تحت قيادة موحدة ، فحققت العصابات الصهيونية ما لم تحققه جيوش الدول العربية والقوات غير النظامية والمتطوعون ، التي أبليت بلاء حسنا ، تقبل الله شهداءهم بقدر نياتهم وجعلهم في عليين ، فهل من مدّكر ، وما يضيع عند الله من ضحى بماله ونفسه مجاهدا في سبيله ولا من هُجِّر من أرضه ووطنه .

لكن ضاعت اتجاهات بوصلة القيادات السياسية وحملة السلاح من جميع الحركات والفصائل بمختلف انتماءاتهم من غير استثناء واستمر الشتات الفلسطيني في الداخل والخارج ، وهؤلاء جميعا لهم حق العيش بكرامة كبقية البشر .

القيادات السياسية والحركات والفصائل العسكرية الفلسطينية اليوم أكثر من سَبْعٍ ، ولسان حال كل منهم يقول : (فصيلي وحده هو الذي يجب أن يستعيد الحق الفلسطيني ، ويجب أن يكون هو القائد الفذ بعد انتصاره والذي يجب أن ينقاد له البقية ، ويجب أن يخضع لسيطرته الشعبُ الفلسطيني) .

لكل منهم اتجاهٌ ومُموّلٌ وراعٍ وداعمٌ ضد الآخرين منهم ، والأنكى من ذلك أن رعاة بعضهم هم محتلو أرضهم ، وبعضهم من الذين يظاهرون الصهاينة لإخراجهم من أرضهم .

فهل ينتظر الفلسطينيون تحقيقَ نصرٍ أو انفراجا لقضيتهم وقضية الأمة العربية وقضية الأمة الإسلامية وقضية العالم أجمع وهم لم ينتصروا على أنفسهم ؟ ﴿فَهَل يَنتَظِرونَ إِلّا مِثلَ أَيّامِ الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلِهِم ، قُل فَانتَظِروا إِنّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرينَ.﴾ ،  وصدق الشاعر إذ يقول :

ترجو النجاة ولم تسلك طرائقها

إن السفينة لا تجري على اليبس

 

ب – العلاج لحل القضية الفلسطينية من وجهة نظر شخصية

 

ليس لأحد غير الفلسطينيين أن يتدخل في القضية الفلسطينية فقد أعادت الدول العربية حق الدفاع عن قضيتهم إليهم من عام 1964 بإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف بها ممثلا وحيدا للفلسطينيين في الداخل والخارج ، فهم أهلها وهم قادتها ، وهم المتصرفون فيها وفي شعبها منذ ذلك الحين .

ولكن لأن العرب معنيون بقضية فلسطين وأنا واحد منهم ، ولأن المسلمين أيضا معنيون بقضية فلسطين وأنا واحد منهم ، ولأن المسيحيين أيضا معنيون بقضية فلسطين ونحن نؤمن بدينهم وبنبيهم عليه الصلاة والسلام وبوطنهم فلسطين ، ولأن العالم كله معنيٌّ بقضية فلسطين لأنها قضية إنسانية ، أتجرء – وليسمح لي كل فلسطيني على جرأتي هذه – لأبدي وجهة نظري لحل هذه العقبة الكؤود ، مع إيماني أن الشعب الفلسطيني شعبُ الجبارين ولا تنقصهم الخبرات التي تحل قضيتهم ، ولكن للذكرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين .

من وجهة نظري الشخصية يكمن حلّ القضية الفلسطينية في أمور لا بد أن تُؤخذ في الحسبان لإيجاد حلّ للقضية الفلسطينية وهي :

1 – مراجعة النفس من القيادات الفلسطينية الدينية والسياسية والفكرية لعلاج التمزق والتشتت

مراجعة القيادات الدينية والسياسية والفكرية من الفلسطينيين خاصة لأنفسهم ولتوجهاتهم ولتحركاتهم ولسياساتهم ولتصرفاتهم استجابة لنداء السماء : ﴿وَلا تَكونوا كَالَّذينَ تَفَرَّقوا وَاختَلَفوا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ البَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُم عَذابٌ عَظيمٌ﴾ ، لإيقاف استمرار عذاب التفرق الذي حلّ بنا جميعا ، ولتغيير موازين القوى فيما بعد .

 

2 – توحيد الصف السياسي والعسكري

توحيد الصف السياسي والعسكري من القياداتُ والحركات والفصائل السياسية والعسكرية بمختلف توجهاتها وانتماءاتها أمر لا مناص عنه يجمعوا شملهم ، ويتركوا استكبار بعضهم على بعض ، ويعملوا فريقا واحدا بصدق نية وفق استراتيجية موحّدة مع أفراد شعبهم المناضل الصابر في الداخل والخارج .

الفلسطينيون هم مركز القضية الفلسطينية ، وإذا تشتت هذا المركز تشتت الشمل ، ويحار المحبون لقضيتهم في ماذا يفعلون لهم وماذا يقدمون .

 

3 – الاعتماد على التمويل الذاتي للفلسطينيين

فالاعتماد على التمويل غير الذاتي أدى إلى الارتهان لمواقف وإملاءات الممولين ، والاكتفاء بالتمويل الذاتي يجعلهم أحرارا ويعينهم على توحيد صفهم ومواقفهم ، والشعب الفلسطيني في الداخل والخارج قادر على هذا التمويل ، ولن يبخل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج على قضيته لعودته وعودة أجياله إلى أرضهم ووطنهم ، والشعب الفلسطيني هو شعب الجبارين الذين قال بنو إسرائيل عنهم في الماضي لموسى عليه السلام : ﴿يا موسى إِنَّ فيها قَومًا جَبّارينَ وَإِنّا لَن نَدخُلَها حَتّى يَخرُجوا مِنها فَإِن يَخرُجوا مِنها فَإِنّا داخِلونَ.﴾ ، وعليهم ألا يقبلوا أي مساعدة مشروطة ، ولن تتخلف عنهم الدول العربية والإسلامية وشعوبها ومنظماتها التي لا تريد رهن مواقف الفلسطينيين لها .

فإن لم يُفَعِّل هذا الجيل الفلسطيني الحل ويبدؤوا فيه ، وإذا لم تهتد القيادات الدينية والسياسية والحركات والفصائل لتوحيد صفهم واستمروا في عنجهيتهم المُمَزِّقة فلينتظروا تحقق قول الله تعالى فيهم كما في غيرهم : ﴿وَإِن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم ثُمَّ لا يَكونوا أَمثالَكُم.﴾ وسيبوؤن بالخزي والعار في الدنيا والآخرة .

 

نداءاتي الى إخوتي الفلسطينيين

 

ختاما نداءات أربعة لإخواني الفلسطنيين :

ندائي الأول إليكم جميعا : اعملوا متوحدين على مكانتكم لمصلحتكم جميعا وأتوا صفا ، فالمثل العربي يقول : (ما حك جلدَك مثلُ ظفرك ، فتول أنت جميعَ أمرك) ، وحّدوا صفوفكم فرَبانان (قبطانان) أغرقوا مركبا ، فكيف بربابنة متعددين على مركب واحد ! ! !

 

وندائي الثاني لكم جميعا : وجهوا جهودكم ضدّ مغتصب أرضكم ومدنّسها للحصول على أرضكم المغتصبة وحقوقكم المسلوبة وكرامتكم الممتهنة وإنهاء شتاتكم ، ولا تخطئوا في توجيهها إلى من وقفوا معكم بالأمس واليوم وتحتاجون إلى وقوفهم معكم غدا .

 

ونداء ثالث لكم جميعا : تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط لصالح فلسطين  العرب والمسلمين يبدأ بتوحيد صفكم وصفاء نياتكم نحو بعضكم البعض ، فهو الطريق بإذن الله تعالى لحل قضيتكم وتغيير مسارها لصالح فلسطين وصالحكم ، وسوف تتغير موازين القوى في الشرق الأوسط بسبب توحدكم ، وسيكون لكم الفضل في علاج ضعف الدول العربية والإسلامية لا نحو قضيتكم فحسب بل نحو علاقة بعضهم ببعض ، وستتغير موازين القوى بإذن الله تعالى لصالح الجميع ، وسيتغير عند ذاك وضع جامعة الدول العربية ووضع منظمة التعاون الإسلامي .

 

النداء الرابع والأخير مني لكم جميعا ؛ يعلم بنو إسرائيل والنصارى والمسلمون أن قيام دولة بني إسرائيل هذه هي آخر فرصة يتيحها الله تعالى لبني إسرائيل لتغيير سلوك عصيانهم لله تعالى ولرسله وعودتهم إلى الحق ، ويعلمون أنهم رغم قلة عددهم في العالم هم الآن كثيرون بمناصرة مناصريهم من دول العالم ، فهذا نبأ الله لهم وقَدرُه المذكور في التوراة والإنجيل والقرآن .

 

وقد أنبأ الله تعالى بني إسرائيل وأنبأ النصارى وأنبأ المسلمين بأن دولة بني إسرائيل هذه دولة فساد في الأرض ، والله لا يحب المفسدين ، ولن يغلب المفسدين إلا الصالحون المصلحون ، ونحن نقرأ في كتاب الله تعالى : ﴿وَقَضَينا إِلى بَني إِسرائيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنَّ فِي الأَرضِ مَرَّتَينِ وَلَتَعلُنَّ عُلُوًّا كَبيرًا﴾ .

 

كما أنبأنا بهذا الاختبار أنبأنا بعدم استجابتهم لطاعة الله تعالى وبنهاية دولتهم في قوله سبحانه : ﴿إِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم وَإِن أَسَأتُم فَلَها ، فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ لِيَسوءوا وُجوهَكُم وَلِيَدخُلُوا المَسجِدَ كَما دَخَلوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّروا ما عَلَوا تَتبيرًا.﴾ .

الفسادُ لا يُغلب بالفساد وإنما يُغلبُ الفساد بالصلاح ، فأصلحوا أيها الفلسطينيون ذات بينكم ، ووطِّنوا أنفسكم أن تكونوا أنتم الصالحون لينصركم الله على القوم المفسدين ، والعرب والمسلمون بل والإنسانية جمعاء سيكونون معكم .

 

لن نفقد الأمل

لن نفقد الأمل ولن يدركنا اليأس من عودة الروح الإيجابية للفلسطينيين والعرب والمسلمين ، وسَيَنفُضُون بإذن الله تعالى الأتربة التي تراكمت عليهم ، وسيتركون السلبية التي أُلبسوها وعانوا منها دهراً ، وسينهضون من جديد من وهدتهم ويستيقظون من سباتهم ما استقاموا على الطريقة ، فلا يستوي الحق مع الباطل ، ولا يستوي الظلم والعدوان مع العدل والحق ، ولا يستوي الفساد والإفساد في الأرض مع الصلاح والإصلاح ، ولن يتخلف وعد الله المسطور في التوراة والإنجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله .

 

إن لم تبدؤوا أنتم اليوم أيها الفلسطينيون فلن يكون لكم شرف في السعي لحل القضية الفلسطينية ، وسيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه .

 

وصدق الله العظيم القائل : ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مِن أَمرِهِ يُسرًا﴾

والقائل : ﴿فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا . إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا﴾

 

مع خالص المحبة والتقدير للجميع .

عبداللطيف محمود آل محمود

مملكة البحرين

الأحد 19 من صفر الخير 1441

الموافق 6 من أكتوبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *