إلى نواب الشعب مع التحية: أنتم تحت مجهر الشعب فاحذروا! بقلم د.علي الصوفي

يتكرر العرس الديمقراطي كل 4 سنوات بنشاطه وحركة المترشحين من دعاية وإعلان وخيم وولائم، وخاصة في 4 اشهر الأخيرة… وبعد ذلك يجني الشعب نتائج ما انتخبه من نواب وبلديين، الممتاز والسيء جدا وما بينهما. وهذا الأخير ما سأتطرق له في هذا المقال وما هي تطلعات وتوقعات المواطن من النواب في دورة الاربع سنوات القادمة. وسوف اشير الى نائبين قريبين منى استطاعا الوصول الى قبة البرلمان بطريقة مخططة ومدروسة وناجحة. الأول هو محمد الرفاعي المرشح الرسمي لجمعية تجمع الوحدة الوطنية والذي يخوض التجربة البرلمانية للمرة الأولى، وله خبرة في المجال بعد ان سقط في 2018 كمرشح بلدي للتجمع، رغم الأصوات الكبير التي حصل عليها، وذلك بسبب وجوده في الثالثة الجنوبية معقل جمعية الاصالة. والثانية هي زينب عبد الأمير النائبة السابقة في منطقتنا (السابعة العاصمة)، والتي الهمت 7 نساء اخريات من 16 مترشحا في الدائرة، ضنا من البعض منهم ان خوض التجربة هي مزاج او حلم ليلي او تشجيع من الأصدقاء… لا… بل هي عملية معقدة من العمل لأكثر من سنتين من بحث ودراسة المنطقة وتواصل مع الناس وتخطيط وتحالفات الخ، وهذا ليس موضوعنا هنا، بل ما هي توقعات الشعب من النائب ودوره في تحقيق مطالبه؟ والذي هو تكليفي وليس تشريفي كما تصرف الكثير من النواب السابقين والذي اسقط الشعب معظمهم وعن بكرة ابيهم في الدورتين الأخيرتين بسبب تقاعسهم في أداء عملهم الأصلي ووقوفهم ضد مصالح الموطن.
رجوعا الى خيمة نائبتنا زينب عبد الأمير، التي حضرت افتتاحها. كانت مليئة بالناس والبرنامج كان حافلا من مؤيدين ومواطنين خدمتهم في الدورة السابقة في شتى المواضع المطلبية، على عكس باقي الخيم في الدائرة والتي كانت شبه خالية ولا تسمع منها أي شيء حتى في افتتاحيتها. خلفية النائبة زينب في العلاقات العامة جعلتها ممتازة في فهم الناس والتواصل معهم، يضاف لها خبرتها السابقة في البرلمان، فاستطاعت أن تجني ثمار ما زرعتها في 4 سنوات السابقة بسبب قربها من الناس ومواقفها المشكورة للقضايا المصيرية مثل الضرائب والإسكان وغيرها، وتواصلها وتوسطها الدائم بين المسؤولين والناس في الدائرة ومن خلال القروبات الخاصة لمكتبها. المداخلات كانت كثيرة، من شكر ومديح وشكاوي وطلبات. أمسكت نفسي كقيادي في التجمع من التعليق أو المداخلة لأفصح بما يجري في ذهني من مطالب أكبر من توظيف ابن فلان، او شقة لابن فلانة، أو مساعدة أرملة، أو اصلاح الشارع الفلاني، ولم أرغب تعكير الجو الإيجابي في الخيمة وقررت أن ارسل لها ما في خاطري في حسابها الخاص بعد فوزها الذي كان شبه مضمونا، فكتبت لها:
«مبروك أستاذة زينب… بعد ٤ سنوات خبرة انت الان اكثر نضجا برلمانيا وسياسيا… توقعاتنا منك اكبر من الدورة السابقة… يعني انك مطالبة بان يكون عملك اكثر تنظيما وتنسيقا مع الأطراف المختلفة… علشان النتائج تكون اكبر وتتحقق بشكل اسرع انشاء الله للملفات الكبيرة مثل البطالة والإسكان والضرائب… ولنا لقاء قريب انشاء ألله لدعمك في المرحلة القادمة… تحياتي».
فلم يختار المواطن نائبه ليقضي الأربع سنوات في «البرستيج» من بشت وبدلة وسيارة والسلام على القيادة في المناسبات، وبعد ذلك الخلود في النوم أو حتى التمثيل والصراخ في قبة البرلمان ومن ثم تمرير الملفات وهو مغمض العينين… لا… بل بجانب دوره الرقابي والتشريعي هناك دور مهم للنواب في حلحلة الملفات الكبيرة والمعقدة والحساسة يغيب عن الكثير منهم أو يتغابوا عنه بسبب ضعفهم أو قلة خبرتهم أو عدم أمانتهم. فالنائب ليس دوره إيجاد عمل لابن بو عبدالله في الدائرة، ولكن التخطيط ودراسة جذور المشكلة بمساعدة فرق متخصصة وإصدار تشريعات والضغط على الحكومة لتنفيذها لحل المشكلة. هكذا نكون قد حلينا ليس فقط مشكلة ابن بو عبدالله ولكن مشكلة الكثيرين على مستوى الوطن وخصوصا اولئك الذين أصواتهم غير عالية للتعبير عن مشكلتهم. وينسحب هذا على كل الملفات سالفة الذكر. فبدل المطالبة بإغلاق طيران الخليج يجب محاسبة المسئولين في كيفية الادارة السيئة للشركة لسنين طويلة، وبدل التنازل عن حقوق المتقاعدين في الزيادة السنوية بسبب العجز الاكتواري، كما تدعيه المؤسسة، وجب دراسة جذور المشكلة بعمق والتحقيق في كيفية إدارة أصول الصندوق ومقارنة الصندوق بصناديق أخرى ناجحة في المنطقة التي تدفع البونس الى المشتركين… وهكذا.
والغريب ان بعض النواب ينفعلون ويزعلون من ابتسامة الوزير او ضحكته بصوت خافت من بعض الأسئلة المطروحة عليه من قبل بعض النواب، بسبب ضعف السؤال وخلوه من المنطق والأرقام العلمية. وينسى ان الوزير الجالس امامه مدعوم بفنيين ومستشارين عدة يعدون له كل ما يخطر على بال النائب. لذلك لن يستطيع النائب تحقيق اي هدف أو حلحلة أي ملف باللعب مفردا كونه وصل مستقلا (كما الأغلبية)، فعمله يشبه اللعب في فريق (كورة قدم) مكون من لاعبين تعرفوا على بعضهم البعض في الملعب، مقابل فريق حكومي ذو خبرة طويلة مدعوم بخبراء وخطط، وتنظيم. فكيف تتوقع تسجيل أي هدف لصالح المواطن في هكذا لعبة؟
لذلك فمن أضعف الايمان هو تشكيل تكتلات قوية مبنية على مبادئ ومشتركات واضحة وصامدة ضد التفكيك الداخلي والخارجي معا، ومدعومة بخطط ودراسات بمساعدة فنيين ومستشارين في مجالات مختلفة من جمعيات سياسية وفنية ومنظمات المجتمع المدني. وغير ذلك فان فريق النواب سوف يكون مجموعة هواة من اللاعبين في فريق لا يعرف اللاعبين بعضهم البعض مقابل الفريق الحكومي المنظم… وقول السلام على مطالب المواطن.
ختاما، أوجه رسالتان أولها للمواطن: «صور البرنامج الانتخابي لنائبكم وابعثه له بالواتس اب وأسئلة…كيف سوف تترجم هذا البرنامج الذي وعدتنا به أيام الانتخابات؟»، بعد ذلك تأكد من وجود مكتب له في المنطقة، وطالبه بقروب واتس اب لكل مجمع في دائرتكم للتواصل الدائم مع أهالي المنطقة، وكذلك لاطلاعكم على كيفية تنفيذ برنامجه وبشكل دوري.
الرسالة الثانية الى سعادة النائب، نقول له:
يا نائب حلال عليك المعاش والراتب والبدلات لكن اعمل واجتهد وخطط ونسق مع الكتل والجمعيات
واترك عنك شغل المطبات والحدائق والبلديات والا قسما بنخلي مصيرك مثل النائب الى فات
تحياتي القلبية… والتوفيق للجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *