تداعيات طوفان الأقصى. بقلم المهندس عبدالله الحويحي

لعلي لا اكون مغالياً، إن قلت إن نتائج معركة طوفان الاقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية المكونة من حركتي حماس والجهاد الاسلامي في 7 أكتوبرالماضي في منطقة ما سمي غلاف غزة، لم تهز فقط أركان الكيان الصهيوني التي كانت تلك المعركة بمثابة الزلزال الذي اصاب هذا الكيان في عصبه الامني والعسكري وهو ما يفسر رد الفعل العسكري الصهيوني، بل غيرت هذه المعركة من مفاهيم الامن الاسرائيلي، والجيش الذي لا يقهر وغيرها من مسميات أوهمونا بها على مدى أكثر من 4 عقود
نراها ويراها العالم تتهاوى واحدة تلو الاخرى وهو ما يؤسس لمرحلة سقوط هذه الدويلة وتفككها والذي بات يراها واضحة كل من يعرف أساس قيام هذا الكيان.
وإذا كان هذا هو الوضع بالنسبة للكيان الاسرائيلي فإن تداعيات هذه المعركة سيكون لها أبعاداّ كبرى على مستوى الوطن العربي في التخطيط لما بعد زوال الكيان الصهيوني والذي أعتقد إنه أصبح من لزوميات التخطيط الاستراتيجي للامة العربية ونحن هنا لا نتكلم بالاحلام وإنما بالارقام لمن يريد أن يرصد هذه التحولات الكبرى.
وكذلك هو الحال على تداعيات الوضع الدولي فقد جاءت هذه المعركة في ظل تشكل نظام دولي جديد على أنقاض الاحادية القطبية التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية وسوف تساعد هذه المعركة على تسربع وتيرة تشكل النظام العالمي الجديد حيث كشفت الحرب الانتقامية التي قام بها الكيان الصهيوني وبدعم عسكري وسياسي وإقتصادي أمريكي و أوروبي كشفت عورات هذا النظام الفاسد الذي فقد كل المكونات القيمية والاخلاقية التي كان يدعي بها ومايسمى بالقانون الدولي،وحقوق الانسان وحقوق الطفل وغيرها من حقوق كان يدعيها الغرب.
وبعد سقوط هذا النظام يجب بناء نظام دولي جديد يعتمد أكثر على التوازن الدولي وتأكيد حقوق إنسان حقيقية لا يتم وصفها تحت هيمنة ما يسمى بالدول المستعمرة بواسطة النظام القائم حاليا.. نظام يكفل حق الشعوب في الحرية و نظام قائم على العدالة التي يتطلع اليها الانسان.

م.عبدالله الحويحي
رئيس التجمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *