طوفان الأقصى ، دروس وعِبر … لكن لمن ؟!

طوفان الأقصى ، دروس وعِبر … لكن لمن ؟!
ماذا يريد الشعب العربي من الانظمة العربية الحاكمة ، ولماذا تعيش البلدان العربية استقراراً ظاهرياً يُحكم بالنار والحديد والبطش ، وواقع الحال صراعاً بين الشعب العربي وانظمته الحاكمة ، التي لم تعي اي درس أو عِبر من كل المتغيرات الدولية في العقود الثلاثة الماضية ، وظني انه لن يطول بها هذا المشهد المزدوج أكثر من ذلك (!!) 
اذا كانت المتغيرات الدولية نحو الديموقراطية وحقوق الانسان والعدالة كقيم من قيم وسمات النظام العالمي الجديد ، تم التلاعب بها ، ذلك لأن من اطلقها أساساً اطلقها لاعتبارات مصلحية ذاتية وليست كقيم انسانية ، وطبقها وفقاً لمعاييره المزدوجة في الاحتواء المعهود في سياساته مع العالم الخارجي ، وتجاوزت الانظمة العربية هذه المرحلة في العقود الثلاثة الماضية ، فلتكن على ثقة بأن طوفان الاقصى ، ومهما كانت نتائجه ، متغير خطير ، قلب قوة العدو الصهيوني إلى ضعف ، وقلص فجوة الامكانيات المادية والعتاد العسكري والتكنولوجيا المتقدمة ، بافكار جعلت من الضعف قوة ، قد لاتضاهى ، التفوق في سلاح الطيران عاجز بل وركبه العار بعجزه وركونه إلى قتل المدنيين العزل من اطفال وشيوخ ونساء وهدم المباني ، دون ان ينال من المقاتلين ، والتكنولوجيا المتقدمة مازالت عاجزة عن تتبع الاسرى من العدو الصهيوني وتحريرهم من الاسر ، وطول امد الحرب التي لم يعهدها العدو الصهيوني تثبت عجزه ، وضرورة رضوخه إلى قبول شروط وقف اطلاق النار ما كان ليقبل عُشرها قبل طوفان الاقصى ، وهذه حقيقة سوف يجسدها الواقع عاجلاً أم آجلاً .
يقال ان ” الحاجة أم الاختراع ” هذا بالضبط ما جسده المقاوم الفلسطيني ، في وجه تلك القوة الغاشمة ، وهذا بالضبط ما سوف يستلهمه المواطن العربي من دروس وعِبر من طوفان الأقصى ، الحكم بالبطش والتنكيل والنار والحديد ، قد يواجه بافكار تخلصه من هذا البطش والتنكيل ، وتضعه في مواجهة متكافئة يقلص بها ما يمتلكه من افكار ما تمتلكه تلك الانظمة من امكانيات مادية وعتاد أمني باطش (!!) فهل من منتبه من الانظمة العربية الحاكمة إلى ضرورة التصالح مع الشعب العربي ، بدل من ان يقفوا في جبهة والشعب في جبهة المواجهة ، وأول النوايا الحسنة من هذه الانظمة أن تزيل هذا الذل والهوان الذي تعيشة تجاه رغبات امريكا وربيبتها الكيان الصهيونى ، ثم النية الخالصة لتحقيق العدالة والتنمية ، كل مواطن عربي يعلم ان جيوبهم امتلأت من الثروات التي تُعيّش ذراريهم إلى قرون قادمة ، إلا يكفي ذلك ؟! 
ذكرت في مقال سابق انه من اسباب الربيع العربي الذي وأده تدفق الاموال وقلبه الى خريف ، الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها ألشعب العربي رغم الثروات الهائلة ، وفجر هذا الغضب العربي عوامل اخرى منها غزو العراق ، تقسيم السودان ، تقسيم الصومال … الى آخر مآسي الشعب العربي ، اليوم تدمير عزة او محاولة تهجير سكانها الفلسطينين لتصفية القضية الفلسطينية ، وقود آخر مفجر للاوضاع ، فمازال المواطن العربي يعاني من ضنك العيش ، فلا يضغط عليه بالذل والهوان ، وتسليم أرضه ومقدساته الى الصهاينة… والله غالب على أمره … هذا بلاغ لعل وعسى ان نعي الدروس ، حكاماً ومحكومين !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *